
في صفحات “الثورة”، الصحيفة السورية الرسمية التي تُمول من جيوب الشعب المنهك ، انبثق كاريكاتير بشع يوم أمس : رجل يُمسك لافتة “دولة مدنية”، مرسوماً كـ”جرذ” قذر يُلاحق السلطة.
هكذا ، بضحكة ساخرة رخيصة ، تُهين الصحيفة كل من يطالب بشفافية وعَدْل، وتُصنّفهم كآفات يجب استئصالها.
لكن الغريب أن هذا الهراء لا يأتي من فراغ.
إنه خدمة مُقدَّمة على طبق من ذهب لسلطة الأمر الواقع، التي تًشكّل من “هيئة تحرير الشام” – التنظيم السلفي الجهادي – عمودها الفقري.
أصحاب المناصب السيادية فيها يرفضون حتى نُطْقَ كلمة “ديمقراطية”، معتبرين إياها حراماً شرعياً!.
فكيف لجريدة “شعبية” أن تُدافع عن نظام يخشى الانتخابات كالطاعون، ويُفضِّل الفتاوى على الدستور؟!.
هذا الكاريكاتير ليس مجرَّد رسم كاريكاتوري ؛ إنه إعلان عن عودة الاستبداد بثوب إسلامي جديد.
الشعب السوري، لن يقبل أن تُحوَّل مطالبه العادلة إلى “جرذان” تُسْحَق تحت حذاء المتطرفين.
اليوم، “الثورة” تُثبت: ان مايسمى ثورة كانت مزعومة .



