ملفات ساخنة

العبث بالثورة السورية الكبرى.. “الجولاني” يحفر قبر سوريا بيديه

إعداد أحوال ميديا

تُشكِّل الثورة السورية الكبرى 1925 شرارة الانتفاضة الوطنية السورية التي انطلقت بقيادة سلطان باشا الأطرش من السويداء ضد الانتداب الفرنسي وامتدت آنذاك الى دويلات دمشق وحلب والعلويين والدروز، مسبوقة بتمرد المجاهد صالح العلي  أحد رموز سوريا الدولة الوطنية الى جانب إبراهيم هنانو وغيرهم.
رموزها: سلطان الأطرش (درزي)، صالح العلي (علوي)، إبراهيم هنانو (سني)، يجسِّدون رفض التقسيم الطائفي لصالح وطنية علمانية موحِّدة.
هذه الرواية الرسمية، المُتداولة عبر الأجيال والتي تؤكد وجود سوريا كدولة متنوعة، كما فعل “الآباء المؤسسين” في أمريكا أو الثورة الفرنسية في فرنسا.

لكن منذ سيطرة هيئة تحرير الشام والجولاني على دمشق ، يُطلَقُ فاشيو السلفيين العنان للعبث بتاريخ الثورة تارة عبر اتهام سلطان الأطرش بالعمالة، وتارة اخرى من خلال تشويه صورة صالح العلي والترويج بأنه “كذاب وحرامي”، أو ادعاء قيادة مشايخ سنة لها.
أبواق سلطة الجولاني ووزارتها تدوس صور الأطرش في السويداء، وتُحَاوِلُ تخريب تمثال العلي أثناء مظاهرات معادية للعلويين.

الهدف؟ تقليل شأن الدروز والعلويين، ومحاولة فرض تفوُّق إسلاموي متعجرف.

النتيجة كارثية وخلاصة القول : تفكيك الأسطورة يُنْفِي شرعية سوريا ككيان ، يُهْدِمُ الشعور الجماعي السوري، ويُشَجِّعُ الانفصال.

وإذا كان الأطرش والعلي “كاذابان وعميلان” وفق رواية أنصار الجولاني، فالجمهورية السورية قامت على كذبة – وهل هذا معناه العودة إلى الدويلات الطائفية قبل 1936: درزية، علوية، سنية؟..
الجولاني يظنُّ انه يقوم بفرض فاشيته السنية، لكنه يقوم بدفع المكونات السورية للمطالبة بالانفصال عن هذا الفكر الجهادي الإلغائي وبتأكيد هو مسار انهيار الوطنية. هكذا يحفر قبر سوريا بيديه!

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى