ملفات ساخنة

“مزحة” إحتفال الدويلعة تحول لحظة فرح السوريين.. الى كابوس

خاص أحوال ميديا

هل باتت لحظات الاحتفال والشعور بالفرح والسعادة عند السوريين محفوفة بالمخاطر والخوف على الأرواح، هذا السؤال بات مطروحا بعد الذي حصل في حي الدويلعة بالعاصمة دمشق، حيث تحوّل حفل اضاءة شجرة عيد الميلاد (احتفاءا بقرب ولادة السيد المسيح) إلى مشهد من الفوضى والرعب، بعد أن بدأت امرأة وعدد من الأطفال بالصراخ محذرين من وجود “إرهابيين” في المكان، بينما أظهرت مقاطع مصورة سماع أصوات تكبير في المكان، ما انعكس حالة من الهلع الجماعي بين المشاركين بالمناسبة.
وفي لحظة تحول الاحتفال الى كابوس بعدما إنطلق صوت صراخ مفاجئ من امرأة زعمت وجود عناصر إرهابية بين الحشود المحتفلة، ولم تمضِ سوى لحظات حتى عمّت الفوضى المكان، وبدأ الحضور بالفرار في كل الاتجاهات، وسط تدافع شديد تسبب بإصابات طفيفة وحالات إغماء، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
فقدان الأمن والآمان
ويمكن القول أن ما حصل خلال إحتفال السوريين بإضاءة شجرة الميلاد في الدويلعة يعتبر نموذجاً عن فقدان الأمن والآمان في سوريا، والمثير للدهشة أن القوى الأمنية التابعة لحكومة الجولاني انسحبت من المكان بشكل مفاجئ، تاركة المدنيين في مواجهة الموقف دون حماية أو توجيه، ما يعزز شعور المواطنين بالخوف بظل غياب سلة حقيقية تحميهم من الخطر.
“مزحة ثقيلة”!
أصدرت حكومة سلطة الأمر الواقع في وقت لاحق، بيانا مقتضبًا وصفت فيه الحادثة بأنها “مزحة ثقيلة” من بعض الحضور، نافية وجود أي تهديد أمني حقيقي، لكن هذا البيان او الموقف الرسمي لم يبدد شعور السوريين بالخوف ونسيانهم لحظات الرعب الحقيقية التي عاشوها بسبب “مزحة ثقيلة” وفق الرواية الرسمية.

غضب شعبي واسع
قسم كبير من المواطنين اعتبر أن وصف حادثة الدويلعة بـ”المزحة” استخفاف بمشاعر الناس، خاصة في مناسبة دينية يفترض أن تكون آمنة.
كما تم توجيه انتقادات للجهات الأمنية بالتقصير وسوء إدارة الموقف، خصوصًا بعد الانسحاب غير المبرر لعناصر الأمن، كما طالب ناشطون عبر وسائل التواصل بفتح تحقيق شفاف حول الحادثة، ومحاسبة من تسبب بإثارة الذعر، سواء عن قصد أو نتيجة إهمال.
هشاشة المنظومة الأمنية
تكشف هذه الواقعة عن هشاشة المنظومة الأمنية في مناطق سيطرة “سلطة الأمر الواقع ” وتسلّط الضوء على التوترات الطائفية الكامنة، وسرعة اشتعالها في ظل غياب الثقة بين السكان و”السلطات” القائمة.
كما تطرح تساؤلات حول مدى جدية حكومة الجولاني في حماية المناسبات الدينية، خصوصًا في ظل تكرار حوادث مشابهة في السنوات الأخيرة.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى