سياسة

الجولاني يرتمي في أحضان إيران.. وهذه المفارقة تكشف يأسه

في مفارقة تاريخية تكشف حجم المأزق الذي تمر به سلطة الجولاني ، ها هو وزير خارجيته “أسعد الشيباني” يلتقي بالمبعوث الإيراني “عباس عراقجي” في العاصمة العُمانية مسقط.

لقاء كان لا بد منه.. لكن لماذا الآن؟

اللقاء الذي أفادت به مصادر إعلامية بين عراقجي والشيباني لم يناقش مجرد ملفات روتينية، بل كان محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الجولاني الذي بنى سرديته لسنوات على “العداء لإيران وميليشياتها” في سوريا، ها هو اليوم يرتمي في أحضانها، في اعتراف ضمني صارخ بالإفلاس السياسي والعسكري.

الانكشاف الحقيقي.. والعودة إلى الأحضان القديمة

هذا التحول الدراماتيكي لا يأتي من فراغ، بل هو نتيجة حتمية لعدة عوامل:عباس عر

· الانسحاب السعودي من دعم سلطة الجولاني وتركها تذهب لعزلة إقليمية كاملة
· الضغوط الأميركية والإسرائيلية المتصاعدة لمكافحة الإرهاب
· عجز الهيئة الكامل عن تنفيذ شروط المجتمع الدولي
· فشل مشروع “الإدارة” في سوريا في تحقيق الاستقرار

من “محاربة إيران” إلى “الاستجداء بإيران”

المفارقة تكمن في أن الجولاني الذي قدّم نفسه لفترة كمناوئ لإيران ومشروعها في سوريا، يعود اليوم إلى الحضن الإيراني-الروسي نفسه الذي ساهم في بناء سلطته بشكل غير مباشر عبر سردية “العداء”. ها هو يكتشف أن “الأعداء” القدامى هم الملاذ الأخير عندما يخذله “الأصدقاء” الجدد.

رسالة إلى واشنطن.. ولكن هل تصل؟

اللقاء يحمل رسالة واضحة إلى واشنطن وحلفائها: “إذا تخلّيتم عنا، فإيران وروسيا مستعدتان لاحتضاننا”. لكن السؤال: هل يمكن لسلطة الجولاني أن تعود إلى الحضن الإيراني-الروسي وهي تحمل تاريخاً من “المعارضة” و”الجهاد”؟ وهل ستقبل طهران بمثل هذه “الوصلة” المتأخرة؟

الحقيقة التي يكشفها هذا اللقاء أن اللعبة السياسية في سوريا تدخل مرحلة جديدة.. مرحلة “الانكشاف” و”الارتماء في الأحضان” و”تبديل الولاءات”.. والشعب السوري، هو دائماً من يدفع ثمن  التقلبات السياسية.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى