ملفات ساخنة

زوجة الجولاني تتجاهل مصافحة طفل: رضوخ لـ”الضوابط الشرعية”؟

أحوال ميديا –  خاص

في مشهد أثار جدلًا واسعًا، ظهرت لطيفة الدروبي، زوجة رئيس المرحلة الانتقالية أبو محمد الجولاني، وهي تمتنع عن مصافحة طفل يبلغ من العمر نحو عشر سنوات، خلال احتفالية بمناسبة يوم الطفل العالمي أُقيمت في قصر الشعب.

وبينما كانت المناسبة مخصصة للاحتفاء بالأطفال وتكريمهم، تحوّلت لحظة عابرة إلى مادة دسمة للنقاش العام، بعد أن فُسّرت من قبل البعض على أنها سلوك ذو طابع ديني محافظ.

لقطة قصيرة.. وتأويلات طويلة
في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع، يظهر الطفل وهو يمد يده نحو لطيفة الدروبي، التي تكتفي بالنظر إليه دون أن تبادله المصافحة، قبل أن تتابع طريقها نحو أطفال آخرين. ورغم أن الموقف لم يتجاوز بضع ثوانٍ، إلا أن وقعه كان كبيرًا، خاصة في ظل حساسية المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد.

هل الامتناع ديني أم بروتوكولي؟
مؤيدو الحكومة الانتقالية دافعوا عن الموقف، مشيرين إلى أن السيدة الأولى تلتزم بتقاليد إسلامية تمنع مصافحة الذكور الأجانب، حتى وإن كانوا أطفالًا، وهو ما يعكس “احترامًا للضوابط الشرعية”.
في المقابل، رأى منتقدون علمانيون أن هذا السلوك ينذر بتوجه ديني محافظ قد يُقصي شرائح واسعة من المجتمع السوري المتنوع، ويعيد إنتاج أنماط من التمييز على أساس الجنس أو الدين.
ناشطون على مواقع التواصل تساءلوا عن مدى ملاءمة هذا السلوك في مناسبة مخصصة للأطفال، حيث يُفترض أن تسودها مشاعر الحنان والانفتاح، لا الحواجز الدينية أو الاجتماعية.

الرمزية في زمن التحوّل
في سياقات ما بعد النزاع، تُقرأ كل إيماءة من المسؤولين الجدد على أنها مؤشر على التوجهات المستقبلية. وامتناع الدروبي عن مصافحة طفل، حتى لو بدافع ديني، يُنظر إليه من قبل البعض كرسالة ضمنية حول طبيعة النظام الاجتماعي والثقافي الذي تسعى الحكومة الانتقالية لترسيخه.

الحادثة، وإن بدت بسيطة، تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول العلاقة بين الدين والدولة في سوريا الجديدة. فهل تسير البلاد نحو نموذج أكثر محافظة وتديّنًا؟ أم أن ما حدث لا يعدو كونه تصرّفًا شخصيًا لا يحمل دلالات سياسية؟

في ظل غياب الشفافية، تبقى الإجابة معلّقة، لكن المؤكد أن الرموز والسلوكيات الفردية باتت تُقرأ كبيانات سياسية في سوريا ما بعد الحرب.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى