بإسم كرامة سوريا.. الوزير وهاب يتحسر على إذلال سوريا على أبواب البيت الأبيض

“نختلف مع أحمد الشرع وكل رجال سلطته في دمشق. ولكن كرامة سوريا تعنينا. يكفي إذلالاً لبلد شكل محوراً أساسياً في كل الشرق الأوسط”.
بهذه الكلمات المُعبّرة ، لخّص الوزير وئام وهاب المشهد المُذل الذي عاشه أحمد الشرع، المعروف باسم أبي محمد الجولاني، أمام أبواب البيت الأبيض في واشنطن.
مشهد لا يعبّر عن إهانة شخصية فحسب، بل هو إهانة لسوريا كلها ، لدولتها وتاريخها وكرامة شعبها.
من مدخل الخدم.. حيث تبدأ المهزلة
في سابقة هي الأولى من نوعها، دخل ما يسمى “رئيس سلطة الأمر الواقع في سوريا” إلى البيت الأبيض من المدخل الخلفي ، المدخل ذاته الذي يدخل منه عمال النظافة وموظو التوصيل .
هذه الصورة التي تم تداولها على نطاق واسع، تذكرنا بكلمات الوزير وهاب التي حذر فيها من استمرار إذلال سوريا.
هذا المشهد يستدعي على الفور مقارنة مؤلمة مع تاريخ سوريا الدبلوماسي العريق ، حينما كان الرئيس حافظ الأسد يرفض أن يقابل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون إلا في جنيف ، حيث قطع كل منهما نصف المسافة ، كرامة لسوريا وإعزازاً لها ..
لقد غادر الرئيس حافظ الأسد الحياة ولم يدخل البيت الأبيض أبداً ، متمسكاً بموقف رفض التفاوض على كرامة سوريا وشعبها.
من الاستديو.. حيث تكتمل الإهانة
ولم تكن “المهزلة” لتكتمل لولا أن البيت الأبيض خرق تقليداً آخر ، فبينما جرت العادة أن تستضيف كبرى وسائل الإعلام الأمريكية الرؤساء الزائرين في مكان إقامتهم ، وهو تقليد دبلوماسي معروف ، وجد “الشرع” نفسه مضطراً للذهاب بنفسه إلى استديو قناة “فوكس نيوز” لإجراء المقابلة .
هذا المشهد يذكرنا بزمن كان فيه وزير الخارجية السوري وليد المعلم يردد كلمته الشهيرة “#خليه_ينطر” في تعاملاتها الدولية ، عندما كانت سوريا دولة يحكمها رجال، وليسوا مجرد موظفين لدى الاستخبارات الدولية.
كرامة سوريا.. بين ماضي مشرق وحاضر مُذل
اليوم ، وبينما يصف مؤيدي “الشرع” الزيارة بأنها “تاريخية” و”غير مسبوقة”، يكشف الواقع عن حقيقة مريرة : سوريا التي شكلت محوراً أساسياً في كل الشرق الأوسط باتت تُداس كرامتها على عتبات البيت الأبيض.
هذا الإذلال الذي تعرض له “الشرع” في واشنطن ليس إذلالاً لشخصه فحسب، بل هو إذلال لسوريا كلها، لشعبها وتاريخها ومكانتها الإقليمية. إنه المشهد الذي حذر منه الوزير وهاب في تغريدته عندما قال: “كرامة سوريا تعنينا”.
خلاصة القول : عندما تكون الكرامة أثمن من كل منصب
سوريا التي قادت محاور المقاومة ، وشكلت قلعة عربية شامخة ، هي أكبر من أن تُهان بهذا الشكل ، وأكبر من رجال سلطة الأمر الواقع الذين يرضون بأنفسهم أن يكونوا مجرد موظفين عند الاستخبارات الدولية.
كفى إذلالاً لسوريا.. فالشعب السوري الذي قاوم على مر العصور ، سيأتي يوم ويدفع هؤلاء المهرولين نحو الإذلال الثمن غالياً ، لأن كرامة سوريا ليست سلعة رخيصة في سوق المساومات، وهي القضية التي أطلقها الوزير وئام وهاب في تغريدته لتكون شاهداً على هذا الزمن المُذل.
ففي الوقت الذي كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستقبل “الشرع” من الباب الخلفي، كان التاريخ يذكرنا بأن النظام السوري السابق رفض حتى مجرد الحديث عن إقامة قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي السورية ، مؤكداً على ثوابت السيادة الوطنية .
أما اليوم، فها هو رئيس سلطة الأمر الواقع لا يتردد في قبول ما هو أقل من ذلك ، بل والرضا بأن يدخل مقر الرئاسة الأمريكية من باب الخدم.



