سياسة

المشهد السوري على مفترق طرق.. لعبة الكبار وإعادة ترتيب الأوراق

في خضم المشهد الجيوسياسي المعقد، تقف سوريا اليوم على حافة تحول تاريخي ، حيث تتداخل المصالح الدولية والإقليمية في معركة صامتة لإعادة رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط.
تشير تحليلاتنا إلى أن المنطقة مقبلة على زلزال استراتيجي سيهز أركان المشهد السوري من أساسه.

الحرب في أوكرانيا لن تصل إلى نهايتها قبل أن يتم ترتيب الأوراق في الشرق الأوسط ، وهذا ما يجعل الملف السوري الورقة الأكثر قيمة في هذه المعادلة الدولية المعقدة.
فبينما تتجه الأنظار نحو أوروبا ، تُحاك خلف الكواليس صفقات مصيرية ستغير وجه المنطقة للأبد.

وفي مناورة إستراتيجية محكمة ، ستلجأ إسرائيل إلى أسلوب الإلهاء عبر افتعال جبهة مع تركيا باستخدام جماعات متطرفة ، بهدف صرف أنظار أنقرة عن التطورات الجارية في المشهد السوري. إنها لعبة شطرنج كبرى تتحرك فيها القوى الإقليمية ببرودة أعصاب تامة.

لكن المفارقة التاريخية أن تركيا التي شاركت في صناعة الأزمة السورية بموافقة إسرائيلية ، ستجد نفسها أمام مفترق طرق وجودي .
فبعد أن طبخت السم بيدها ، سترغم على تناوله كاملاً ..
ستضطر أنقرة إلى خوض حرب استنزاف شرسة ضد فصائل الجولاني في إدلب ، ودفع الجيش الوطني التابع لها للسيطرة الكاملة على إدلب وأجزاء حيوية من حلب .

الأمر لن يتوقف عند هذا الحد ، فالمشاهد القادمة تشير إلى أن تركيا ستتجه نحو احتلال المناطق الشمالية السورية وضمها رسمياً ، في خطوة جريئة ستغير خريطة المنطقة جذرياً . ستسيطر أنقرة على محافظة حلب بالكامل ، وستضم المناطق ذات الكثافة السكانية التركمانية ، وتقيم منطقة عازلة عميقة داخل الأراضي السورية .

وهنا تأتي المفاجأة الكبرى ، فبعد اكتمال هذه المشاهد ، ستتدخل إسرائيل بشكل مباشر وحاسم .. ستوجه إنذاراً نهائياً للجولاني : “انتهت مهمتك.. أمامك خياران فقط : الهروب أو الموت!” ثم ستتقدم عسكرياً من الجنوب السوري نحو دمشق ، مسيطرة على المناطق الاستراتيجية الجنوبية لتنفيذ مصالحها الأمنية والإستراتيجية المباشرة.

المنطقة مقبلة على عاصفة كاملة ، حيث ستشهد سوريا تداخلات وتحركات عسكرية وسياسية متسارعة ، تهدف إلى إعادة رسم الخريطة السياسية والعسكرية بشكل يخدم المصالح الإقليمية والدولية .. الهدف واضح : إنهاء الوجود الإيراني في سوريا ، وتقليص نفوذ الفصائل المسلحة ، وإقامة كيانات سياسية جديدة تخدم مصالح القوى الإقليمية ..

وهذا التحليل الاستراتيجي يستند إلى معطيات ميدانية وقراءة متعمقة لتحركات الفاعلين الإقليميين والدوليين . يبقى المشهد السوري الأكثر تعقيداً والأعلى قيمة في معادلة الشرق الأوسط ، والأيام القادمة كفيلة بكشف الحقيقة خلف هذه التحركات الإستراتيجية الكبرى ..

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى