المقالسياسة

أنقذوا حسين ظافر الحبابي.. بين السجن والظلم.. حياة رجل على المحك

جورج صفير

في قلب الدوحة، المدينة التي طالما مثلت مركزًا للنمو والتطور في منطقة الخليج، يعيش مواطن إماراتي مأساة إنسانية قد لا يسمعها العالم بما يكفي. حسين ظافر الحبابي، شاب اماراتي كان يمارس حياته الطبيعية بين زملائه وأصدقائه، يجد نفسه الآن بين قضبان السجن يواجه تهديدًا يوميًا بالموت، وحياته تُسرق منه تدريجيًا في ظل صمت مريب من السلطات المعنية.

عندما يصبح القضاء سلاحًا للظلم

إن قصة حسين ليست مجرد قصة شخص سقط في فخ القدر، بل هي تجسيد لكيف يمكن للعدالة أن تُستخدم كسلاح للظلم. فقد وقع حسين في فخ حادثة قتل، لكنها لم تكن بيده. رغم ثقته الكاملة في أن القضاء القطري سينصفه، تبددت آماله بعد أيام من الاعتقال عندما وجد نفسه ضحية لنظام يجرّمه زورًا ويحمله أعباء أكبر من أي جريمة ارتكبها.

ليس هذا فحسب، بل يعاني حسين يوميًا من التحرشات الجسدية والنفسية، ويتعرض لضرب متواصل كاد أن يودي بحياته. إنه يعيش الآن في عزلة تامة داخل زنزانة انفرادية دون أي سبب أو مبرر قانوني. وكل هذا يحدث تحت أعين مسؤولين ينتمون للأجهزة الأمنية القطرية، مما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي وراء احتجازه في هذه الظروف اللاإنسانية.

نداء عائلة مكلومة

عائلة حسين لا تعرف للراحة طريقًا. يعيشون كل يوم في حالة من القلق والخوف على حياة ابنهم. منذ لحظة اعتقاله، لم تترك عائلته بابًا إلا وطرقته، مخاطبةً كل السلطات المعنية في دولة قطر، بدءًا من سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، مرورًا بوزارات الداخلية والخارجية والجهات القضائية، حتى يتم التدخل وإنقاذ حسين. لكن، حتى الآن، لا تزال العائلة تواجه صمتًا مدويًا من كل الجهات.

لم تكتفِ العائلة بمخاطبة السلطات القطرية فقط، بل لجأت أيضًا إلى القيادة الإماراتية، أملاً في أن تكون هناك ضغوط دبلوماسية تُمارس لحماية حسين. ولم تتوقف عند هذا الحد، بل اتجهت أيضًا نحو المنظمات الحقوقية الدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، على أمل أن ينصفه العالم ويُعاد له حقه المسلوب. لكن للأسف، لا يزال حسين خلف القضبان، محاصرًا بالظلم والموت المحتمل.

صرخة في وجه الصمت: إضراب عن الطعام

لم يعد لحسين وسيلة للتعبير عن معاناته إلا بالإضراب عن الطعام. ومنذ 11 سبتمبر 2024، قرر حسين الامتناع عن تناول الطعام كصرخة احتجاج ضد الظلم الذي يواجهه يوميًا. لقد مرت أكثر من عشرة أيام، وحالته الصحية تتدهور يومًا بعد يوم، بينما تستمر السلطات القطرية في تجاهل وضعه، وتحرم عنه الرعاية الطبية الضرورية.

هذا الإضراب ليس فقط صرخة يائسة، بل هو محاولة أخيرة من حسين لإيصال صوته إلى العالم، لعل أحدهم يسمع ويستجيب. قدمت عائلته بلاغًا عاجلًا للنائب العام القطري، طالبت فيه بالتدخل الفوري لإنقاذ حياته. كما طالبت بإجراء تحقيق شفاف وعادل لمحاسبة المسؤولين عن التهديدات والضغوط التي يتعرض لها حسين في سجنه. وتم إرسال نسخة من هذا البلاغ إلى المنظمات الدولية لضمان متابعة دقيقة للقضية.

نداء لكل ضمير حي: أنقذوا حسين

نحن اليوم أمام لحظة إنسانية فارقة. حسين ظافر الحبابي ليس مجرد اسم أو رقم داخل السجن، إنه إنسان، يعاني ويواجه خطر الموت في كل لحظة. تناشد عائلته المجتمع الدولي، وجميع أصحاب الضمائر الحية في قطر وخارجها، التحرك الفوري لإنقاذ حياة ابنهم. إنها ليست قضية قانونية فحسب، بل قضية إنسانية بحتة، تتطلب التدخل السريع من كل من يؤمن بالعدالة وحقوق الإنسان.

عائلة حسين لا تطالب سوى بإعادة النظر في قضيته، وإعطائه الفرصة لمحاكمة عادلة بعيدًا عن الضغوط والتهم الملفقة التي تُحاك ضده. كما يناشدون تسليمه إلى الإمارات، حيث يمكن أن يحاكم محاكمة عادلة ونزيهة تحترم حقوقه.

ماذا ننتظر؟

إن استمرار هذا الظلم يمثل خطرًا حقيقيًا على حياة حسين، الذي لم يعد يملك من الخيارات سوى الأمل في أن يتحرك أحد لإنقاذه. اليوم، نحن جميعًا أمام اختبار إنساني حقيقي. هل سننتظر حتى يفقد هذا الإنسان حياته خلف القضبان؟ أم سنكون صوتًا للحق والعدالة ونتحرك قبل فوات الأوان؟

العالم لا يستطيع أن يغض النظر عن هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان. حسين لا يستحق هذا المصير، ولا يجب أن يدفع حياته ثمنًا للظلم والتجاهل.

النداء الأخير: لا تتركوا حسين يموت بصمت

باسم الإنسانية، باسم الأخوة، باسم كل من يؤمن بالعدل، ترفع عائلة حسين ظافر الحبابي نداءها الأخير إلى كل صاحب قرار في دولة قطر، وإلى كل منظمات حقوق الإنسان. حياة حسين في خطر، ولا مجال للانتظار. كل دقيقة قد تكون فارقة في مصير هذا الرجل، ونحن نأمل أن يتحرك الضمير الإنساني لإنقاذه قبل فوات الأوان.

حسين الآن يواجه الموت، وصوته لا يصل إلا إلينا. أنقذوا حسين ظافر الحبابي قبل أن يكون الوقت قد فات.

 

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى