رئاسة الجمهورية في مهب تعقيدات لبنان والخارج
منذ السادس من شباط/ فبراير الماضي، تاريخ انعقاد اللقاء الخماسي الذي جمع المدراء العامين والموظفين الكبار في وزارات خارجية الدول الخمسة: فرنسا، الولايات المتحدة الاميركية، المملكة العربية السعودية، قطر ومصر، تَوالت السيناريوهات التي استعرضَت جوانب عدة من مجريات الاستحقاق الرئاسي.
وفي تعليقها على مجموعة السيناريوهات المتناقضة التي يتم تداولها، كشفت مصادر ديبلوماسية على صِلة بما دار في لقاء باريس وما تشهده وما يمكن أن يليها من خطوات عملية، أنه لم يكن منطقياً أن يطالب اللبنانيون بـ”بيان ختامي” للأطراف الخمسة الذين التقوا على طاولة “الكي دورسيه”، فالمناقشات الدائرة لم تنته بعد. وأنّ “خريطة الطريق” المستدامة المطلوبة ليست وقفاً على أي منهم بمقدار ما هي على عاتق المسؤولين اللبنانيين الذين عليهم القيام بما يثبت قدرتهم على إدارة المرحلة الخطيرة التي تمرّ بها البلاد واستعادة الوضع الطبيعي الذي لن يكتمل بغياب السلطة الإجرائية المتمثّلة بوجود رئيس للجمهورية يقوم بالمهمات المطلوبة منه بالتفاهم والتنسيق مع السلطتين التشريعية والتنفيذية بكل المواصفات الدستورية التي تؤهّلهم لمواجهة المستقبل الغامض وتفكيك العقد المتناسلة على أكثر من مستوى.
وأضافت المصادر في حديث لصحيفة “الجمهورية“، أنّ السفراء الخمسة الذين جالوا على المسؤولين اللبنانيين، قاموا بواجباتهم فور عودتهم من باريس بالإبلاغ الى من ألقيت عليهم مسؤولية إخراج البلاد من مسلسل أزماته المتعددة الوجوه أنّ عليهم أن يبادروا الى ما هو مطلوب من خطوات، والتحرر من توجهات وإملاءات خارجية ينتظرها البعض منذ سنوات عدة لتعزيز موقع في مكان ما، أو للاستقواء على شركاء له في البلد بعدما تَبخّر كثير من الرهانات التي بنيت في السنوات الاخيرة على انتصار هذا المحور أو ذاك، وقد ثبت أنّ الحرب طويلة وأنّ تبادل الانتصارات لم يتحقق سوى في مواجهات محدودة جداً.
وعند هذه المحطة الجديدة التي بلغها الاستحقاق الرئاسي تستطرد المصادر الديبلوماسية لتوحي أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد إعادة نظر في إشكال التحالفات التي تؤسّس لمرحلة جديدة لا بد لها من أن تدفع الى إعادة النظر في كثير من المعطيات التي بنيت عليها التحالفات السابقة. فبعض الأسماء المرشحة سقطت وبعضها الآخر على الطريق في انتظار حديث ما لا بد آت.