مجتمع

النصب التذكاري لانفجار المرفأ يثير الغضب ومبتكره يردّ

أثار التمثال الحديدي الضخم الذي صنع من ركام انفجار المرفأ الجدل، رأى فيه البعض استثماراً للمأساة في عملٍ فنّي لا يمتّ إلى الجماليّة بصلة، فيما توقّف كثيرون عند المشهد الكلّي للتمثال، المنصوب في وسط بيروت، والذي يفتقر بحسب كثيرين إلى حسّ الإبداع، ولا يثير سوى مشاعر سلبيّة.
ابتكر العمل الفني الذي يحمل اسم “الرمز” المهندس المعماري اللبناني نديم كرم المقيم في بيروت والذي يقول في تصريح لـ”رويترز”، إنّ الدافع وراء إقامة النصب هو الرغبة في إبداء الاهتمام وتقديم لفتة طيبة لعائلات الضحايا، وقد ساهم في تمويل العمل عدد من الشركات الخاصة.
وعن تمثاله قال كرم “لدينا عمل عملاق مصنوع من رماد المدينة وجروحها وجروح
الناس التي لم تلتئم”، مضيفا أنه يأمل في أن يلقى العمل استحسان الأسر التي فقدت أحبتها في الانفجار.
بعض أهالي الضحايا حضروا مناسبة كشف النقاب عن التمثال مساء أمس، وكان لهم آراء متباينة.
فقد قال جوزيف شارتوني (46 عاما) وهو مهندس معماري فقد والدته في
الانفجار “عندما يكون لديك شركات مستقلة تدعم وتبني مثل هذا المشروع على مدى سبعة أشهر أو ثمانية… فأنا أؤيد ذلك بالتأكيد”.
لكن آخرون أبدوا غضبهم وقالوا إنه لا ينبغي إحياء الذكرى دون تحقيق العدالة.
وانتشرت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تندد بكرم وتتهمه بالتعاون مع الحكومة قبل أسبوع واحد من كشف النقاب عن النصب.
وقالت روان ناصيف، وهي مخرجة تبلغ من العمر 37 عاما وواحدة من كثير من اللبنانيين الذين يشعرون بالاستياء بسبب المشروع، إن الانفجار لا ينبغي التعامل معه على أنه تحوّل إلى ذكرى.
وأضافت “يتمتع القتلة بحصانة كاملة ونحن نتظاهر بالفعل بأن شيئا ما حدث في الماضي ونحاول تجاوزه من خلال الفن… أشعر أن هذا مسرح جريمة لا يمكن لمسه بعد، ويجب التحقيق فيه، فلا يمكنك أن تأتي وتقوم بفعالية من مسرح الجريمة”.
لكن كرم دافع عن عمله قائلا “كل نوايانا إيجابية وليس لدينا انتماء لأي حزب سياسي ولا لأي ساسة”.
وأضاف أن مزاعم ارتباطه بكبار المسؤولين كاذبة. وقال “يعكس التمثال بيروت بحزنها وندوبها”.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى