مجتمع

فريق “عامل” يبحث عن “الكرامة الإنسانية” في ظلّ أزمة لبنان

إلتقى مجموعة من الباحثين والمهتمين في مركز مؤسسة عامل الرئيس وبحثوا في مفردة باتت اليوم عملة نادرة وغير مطلوبة أبداً بالنسبة للكثيرين في لبنان، خاصةً أن البلاد تعيش منذ أكثر من 3 سنوات خضة سياسية واقتصادية واجتماعية.
في تقرير لـ”مؤسسة عامل الدولية” حول الكرامة الإنسانية، يحاول الدكتور كامل مهنا ورفاقه الباحثين أن يضعوا نقاطاً على حروف الواقع.

هذه الخضة التي اختلف حول تسميتها اللبنانيون أيضاً، كما هي عادتهم في الاختلاف حول البديهيات كمسألة العمالة لإسرائيل والتطبيع والمقاومة. بالنسبة للمقاوم كامل مهنا المقاومة وجوه وطرق وسُبل وأنواع وصور، فهو قد خاض ولا يزال بكل أنواعها.

الكرامة

بالعودة إلى مفردة الكرامة التي يعشقها الجميع دون استثناء، حتى عملاء إسرائيل، إنتقلت إلى المرتبة الثانية في دماغ اللبناني الذي يتعرّض للذل والقهر واللاإحترام في تأمين أبسط الاحتياجات “الحيوانية”. والحيوان هو كائن غير عاقل، لكن في الجزء الإنساني منه هو كائن عاقل ناطق مفكر يبحث عن المعنويات، وعن الاخلاقيات، والتي من ضمنها الاحترام والتكريم والكرامة.

ترفض مؤسسة “عامل” ضمن أدبياتها أي تعامل يسيئ للعوائل التي تساندها بكافة الوجوه مهما كانت صغيرة، وهو أمر من البديهيات بالنسبة لها، لكنها اليوم ونظراً للواقع المزري للحياة اليومية للاجئ والمواطن أيضاً، وجدت نفسها امام اعادة البحث بالمعايير الاخلاقية المُكرّسة في الشرعات الدينية أولاً ومن ثم في الشرعات الأممية.

وهذا مؤشر خطر على تدنيّ المستوى المتعارف عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية التي خلّفت، اضافة إلى الدمار، فلسفات الإعلاء من شأن الإنسان مقابل تراجع شأن الدين. فالنزعة الإنسانية سيطرت طويلا في أوروبا، وإن باتت اليوم بمعايير مختلفة، ودخلت في مفهوم العنصرية تجاه السود والفقراء والعرب والإسلام.

تقرير مؤسسة عامل

لم يكن التقرير الصادر عن مؤسسة عامل، والذي جهد في إعداده فريق متكامل على رأسهم الدكتور عمر نشابة والأستاذة جنان الخطيب، وليد جهد بسيط، بل هو عمل مضني ومتعب يتضمن دراسات واحصاءات وتحليل.

ولا بد من السؤال: هل سنشهد في لبنان اليوم، والعالم العربي في المرحلة المقبلة التغيير في هذه المفردات، والبحث عما هو أكثر ملائمة لحاجاتنا المادية التي ترمي بالأخلاق L’éthique إلى سلة جديدة من سلال المفكرين والفلاسفة الغربيين.

فالأخلاق بحسب الفيلسوف الألماني فردريك نيتشه “هي من صنع الفقراء”، اما فردريك هيغل، فقد اعتبر المجتمع عبارة عن جدل قائم بين السيد والعبد maître-esclave.

اليوم تخوض اوكرانيا حربها مع روسيا، الأسباب تختلف بحسب وجهة نظر الراوي، لكن الأوكران هم شرقيو أوروبا الاستعلائية وضحايا الشرق الأوروبي المحكوم من الغرب الأوروبي. فهل سيكون الأوكران أداة وواجهة تنفيذ سياسات واشنطن واوروبا الجديدة، والمدخل إلى امبريالية جديدة بغطاء “نيو ناتو”؟ مع تلهي الخليج العربي بالتطبيع مع كيانٍ سيطر عليهم سياسياً واقتصادياً، وانهيار البلاد المجاورة للكيان الغاصب لتصبح شعوبها اداة استعباد جديدة بعد ان كانوا قادة مقاومة عسكرية وثقافية مهمة.

*تقرير الكرامة الإنسانية (لبنان 2021) اعداد د. عمر نشابة وأ. جنان الخطيب.

سلوى فاضل

صحافية لبنانية، تحمل شهادة الدراسات العليا في الفلسفة من الجامعة اللبنانية، تهتم بقضايا حقوق النساء والفتيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى