انتخابات

شيا قرب بنشعي… والهواء الساخن يلفح مقعد زغرتا الثالث

لم تكن مصادفة، أو عَرَضاً، أن يدعو النائب المستقيل ميشال معوض السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إلى بلدة كفرياشيت في قضاء زغرتا لإفتتاح مشروع كهربائي، وذلك قبل بضعة أشهر فقط من الموعد الذي أقره مجلس النواب لإجراء الانتخابات النيابية!.
والمشروع في بلدة كفرياشيت هو عبارة عن محطة لتوليد الكهرباء من خلال الطاقة المتجددة نُفذت من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) بالتعاون مع مؤسسة رينه معوض من ضمن 35 مشروع طاقة متجددة في كل لبنان.
بلدة كفرياشيت التي تتوسط القضاء متواصلة جغرافياً مع بلدة بنشعي حيث مقر قيادة تيار المرده وحيث يقيم رئيسه الوزير والنائب السابق سليمان فرنجيه، الأمر الذي دفع المراقبين إلى التساؤل حول التوقيت والرسائل التي أراد المنظمون توجيهها، لاسيما وأن التحركات العالية السقف التي تقوم بها السفيرة الأميركية على مستوى لبنان لا تترك إرتياحاً لدى الذين لا يتقبلون نهج سياسة واشنطن لتدخلها المباشر في العديد من المفاصل اللبنانية وبخاصة أن إنحيازها المعلن لدولة اسرائيل لا مجال للتأويل فيه.
فالبلدة التي يبلغ عدد ناخبيها على جداول الشطب نحو الألف لا ينتخب منهم سوى ثلاثمئة بسبب وجود اكثرية أبنائها في المغتربات، أي أنها ليست مؤثرة في النتائج الإنتخابية، ولكن معظم المتابعين رأوا في التحرك رسائل موجّهة في القضاء الذي يحافظ فيه آل فرنجيه وآل معوض في معظم الجولات الإنتخابية على مقعديهما، في وقت إستأثر فيه تيار المرده بحصد المقعد الثالث لصالح النائب اسطفان الدويهي في أغلب الجولات الإنتخابية منذ ما بعد الطائف. بينما اختطفه فريق الرابع عشر من آذار عام 2005 لصالح النائب جواد بولس.
في انتخابات العام 2018 فاز المرشح طوني سليمان فرنجيه بالمقعد النيابي لأول مرة مسجلاً 11407 صوتاً تفضيلياً وإحتل المرتبة الأولى في القضاء. بينما دخل المرشح ميشال رينيه معوض للمرة الأولى أيضاً إلى البرلمان بـ 8571 صوتاً تفضيلياً وحلّ ثالثاً في القضاء النائب إسطفان الدويهي 5435 صوتاً، هذه النتائج دفعت بمختلف التيارات والأحزاب إلى رسم السيناريوهات التي تتيح لها أن تخطف المقعد الثالث في قضاء زغرتا الذي يرتبط بدائرة واحدة مع اقضية الكورة وبشري والبترون،(أو ما يُعرف بالدائرة الأكثر تمثيلاً للموارنة حيث سبع نواب موارنة وثلاثة أرثوذكس) وما قد يتركه الصوت التفضيلي من تداعيات سلبية في هذا الإتجاه أو ذاك.
وفي هذا السياق، يتداول الشارع والأوساط الإنتخابية ببضعة أسماء قد يكون أحدها ثالثاً على لائحة المرده، إضافة إلى النائبين طوني فرنجيه واسطفان الدويهي أو نجله. بينما تنشط حركة الاستقلال ورئيسها معوض بإتجاه المجتمع المدني بعدما إفترق عن التيار الوطني الحر الذي حالفه في انتخابات العام 2018، في حين ظهر من جديد على لائحة المرشحين المحامي يوسف بهاء الدويهي الذي إستقر أخيراً في موقع نائب رئيس حزب الوطنيين الأحرار(مستعيداً التحالف الذي كان قائماً بين النائب الراحل الأب سمعان الدويهي وذاك الحزب الذي اسسه الرئيس الراحل كميل شمعون منذ أواسط الخمسينات)، بينما يبقى مترصداً النائب والوزير السابق سليم كرم الذي نال 1590 صوتاً في الانتخابات الماضية وكيف سيتجه في تحالفه المقبل.
وأياً يكن مستقبل المقعد الثالث في قضاء زغرتا فإن جميع المعطيات وصورة التحالفات المقبلة تشير إلى أن تيار المرده سيسجل نقلة نوعية في اكثر من قضاء شمالي وربما خارج الشمال.

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى