رياضة

لاعبة كرة القدم ريدا وهّاب لـ”أحوال”: اللّعب مع منتخب لبنان هو الأجمل

تُعتبر كرة القدم النسائية في لبنان “حالة جديدة”، لاقت “استحسان” المتابعين والقيّمين على اللعبة، إذ نجح المنتخب الوطني للشابات بانتزاع لقب “بطولة غرب آسيا” مطلع العام الحالي، بعد تحقيقه العلامة الكاملة إثر الإنتصارات المدوية.

موقع “أحوال” كان له وقفة مع كابتن المنتخب، اللاعبة ريدا وئام وهّاب التي تشغل مركز قلب الدفاع، لتتحدّث عن تجربتها وطموحاتها المستقبلية. وتقول ريدا: “بدأت بممارسة كرة القدم منذ نعومة أظفاري، حين كنت في السادسة من عمري، ومع الوقت قرّرت الإنضمام إلى أحد النوادي لتطوير إمكانياتي”، لافتة إلى الدعم الكبير الذي تلقّته من أفراد عائلتها الذين شجّعوها ودعموها وحثّوها على السير قدمًا في هذا المجال الذي تعشقه، حيث تخطّط لإكمال مسيرتها في كرة القدم إلى النهاية.

تعتبر وهّاب، التي تلعب حاليًا مع فريق “نجوم الرياضة”، أن مستوى كرة القدم في لبنان في تطوّر مستمر، وتؤكد أن الجهاز الفني للمنتخبات الوطنية أعطى دفعًا معنويًا وفنيًا للاعبات، مشيرة كذلك إلى أن اللعبة باتت تلقى انتشارًا واسعًا في صفوف الفتيات، خصوصًا أن المباريات التي خاضها المنتخب خلال السنوات الماضية في دول آسيوية والاحتكاك مع المنتخبات الأقوى، زرع روح العزيمة لدى اللاعبة اللبنانية للوصول تدريجيًا إلى مصاف الدول العربية والآسيوية، أمثال كوريا الجنوبية وتايلاند وفيتنام وسواها، وها هي الكرة النسوية في لبنان بدأت تسير وفق خارطة طريق صحيحة.

التدريب المستمر أحد أسباب التألق

من هنا، تضيف ريدا وهّاب لموقعنا: “نحن اللاعبات نشدّ من أزر بعضنا ونساعد أنفسنا في تطوير مهاراتنا من كافة النواحي التقنية والانضباطية التي تضمن استمرارنا في نفس الزخم والعطاء، سواء في التمارين أو خارج الملعب”، معتبرة أن تجربة اللعب مع منتخب لبنان هي “الأجمل في حياتها”، لأن الاحتكاك مع دول الجوار وآسيا له طعم التحدي الحقيقي، على الرغم من أن الحظ جانب المنتخب في بداياته أمام الأردن في بطولة غرب آسيا تحت 15 عامًا، حين وصل لبنان إلى النهائي وتعادل مع المنتخب المضيف بهدف لمثله، قبل أن تبتسم ضربات الترجيح لأصحاب الأرض.

وتتابع اللاعبة الشابة (16 عامًا) في حديثها لـ”أحوال”: “سافر المنتخب ليلعب أمام بنغلاديش وفيتنام في التصفيات الآسيوية، ولم يوفّق في تحقيق النتائج المرجوّة، إلّا أن الحظ ابتسم لنا أخيرًا في البحرين مطلع العام الجاري، حين انتزع منتخب الشابات تحت 19 عامًا لقب “بطولة غرب آسيا” بعد فوزنا في النهائي على البحرين بثلاثية نظيفة”، مشيرة إلى أن منتخب لبنان كان في طريقه لإحراز اللقب، حيث غلب العراق 4-0 والأردن 3-0 وفلسطين 4-2 والإمارات 3-1.

وتعزو وهّاب هذه الإنتصارات إلى المدرّب الناجح “هاغوب دمرجيان” الذي رسّخ لدى الفتيات روح العزيمة والانضباط والسعي وراء الفوز، حيث جاء الإنتصار على الأردن بمثابة رد الإعتبار وتكريس زعامة لبنان في منطقة غرب آسيا، كما انتزعت اللبنانيات، بالإضافة إلى اللقب “الغالي”، لقب كأس “اللعب النظيف”.

الدوري المحلّي

وبالعودة إلى البطولة المحلية، تجد لاعبة كرة القدم ريدا وهّاب نفسها مرتاحة مع فريقها “نجوم الرياضة”، الذي أحرز “لقب الدوري” 5 مرات و”كأس لبنان” 3 مرات ولقب “الكأس السوبر” مرة واحدة، مشددة على أنها لا تسعى إلى الاحتراف خارج حدود الوطن على إعتبار أن “البون” شاسع بين المستوى المحلي والأوروبي، كما تخشى من الإصابات التي قد تلحق بها، خصوصًا أن كرة القدم النسائية في البلاد المتقدمة باتت تضاهي بطولات الرجال، لأن الأمور تُدار بعقلية إحترافية بحتة، ولكنها بالمقابل تتمنّى أن تصل الأمور في لبنان، في يوم من الأيام، إلى هذا المستوى.

قائدة منتخب لبنان مع الكأس بعد الفوز على البحرين

من جهة أخرى، تشجّع ريدا وهاب جميع الفتيات على ممارسة كرة القدم لأنها في تطوّر متسارع، وذلك بجهود الاتحاد اللبناني الذي بدأ يولي اهتمامًا للأندية ولمنتخبات الفئات العمرية منذ عام 2018، حيث كان لمنتخب السيدات شرف تمثيل العرب وحيدًا في المرحلة الثانية من تصفيات آسيا في بنغلاديش، بحسب وهّاب، “وهذه محطة مضيئة تُحسب للبنان، ولكنّ المنتخب لم يتابع مشواره كونه واجه منتخبات سبق لها أن شاركت في كأس العالم”. وتؤكّد لاعبة كرة القدم أن دوري السيدات الذي إنطلق عام 2008، يسير بشكل ناجح ويزداد تقدمًا يومًا بعد يوم، ومن هذا المنطلق تجد وهّاب أن الدوري قادر على إنتاج منتخب جيّد، يمكن أن يكون له حضوره القوي في القارة الصفراء.

على الضفّة الموازية، تواظب ريدا وهّاب على متابعة فريقها المفضّل “برشلونة” ونجمه الأرجنتيني “ليونيل ميسي”، وتعتبرهما حالة مميّزة في سماء الكرة العالمية، كما تأمل في إكمال مسيرتها الدراسية بتفوّق والسفر لمتابعة التحصيل الجامعي خارج لبنان، وهي تشكر والدها رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير السابق وئام وهّاب، على تشجيعه ودعمه الدائم لها، ومتابعته لأخبارها ورحلاتها الخارجية مع المنتخب، مؤكدة أنه يحرص على معرفة النتائج “أول بأول”.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى