رياضة

لاعب “النجمة” يوسف فرحات لـ”أحوال”: بهيج احتضنني والمخلوفي همّشني

الحكم أسامة الشامي قال لي قبل لقاء الأنصار "لن تفوزوا"

بدأ يوسف فرحات، المولود في الكويت عام 1967، مسيرته الكروية في الأحياء الشعبية، شأنه شأن سائر أترابه اللاعبين الذين انطلقوا من الظلّ ووصلوا إلى الشهرة ولامسوا المجد.

وفي السطور التالية، سيحكي فرحات لـ “أحوال” أبرز محطات مسيرته مع النادي الأعرق في لبنان “النجمة”، ومع المنتخب الوطني.

يقول فرحات بداية: “بما أنني من مواليد دولة الكويت، يحقّ لي اللعب مع أي نادٍ هناك؛ ففي عام 1986، استدعتني إدارة نادي العربي لإجراء إختبارات تحت إشراف المدرب الإنكليزي الشهير “ديف ماكاي”، وبالفعل نلتُ إعجابه وبدأت المفاوضات مع الإدارة للتوقيع على كشوف الفريق، إلا أنني كنت مضطرًا في تلك السنة للسفر إلى لبنان، وشاءت الصدف بأن ألعب في إحدى الدورات الشعبية، وكان أدائي لافتًا ما دفع ببعض الأندية بأن تسعى لضمّي، منها “الأنصار” و”التضامن” و”الساحل”، ووصل الأمر إلى مسمع قائد “النجمة” حسن عبود الذي عمل على ضمّي. وبالفعل أجريتُ تمرينة مع الفريق وطلب مني سمير العدو “أبو علي” بأن أحضر حذائي الرياضي في اليوم التالي لتجربتي في مباراة ودّية أمام الاتحاد حارة الناعمة”.

ويضيف: “نزلتُ في الدقائق الأخيرة من المباراة وكان فريقي متأخرًا بهدفين، فسجلتُ 3 أهداف وصنعتُ الرابع، ومن يومها أصبحتُ من أعمدة الفريق الأول”.

قاهر “الأنصار”

لعب فرحات في مركز الجناح الأيسر، ثم ما لبث أن شغل مركز الظهير بطلب من المدير الفني زين هاشم نظرًا لسرعته واجادته اللعب على الأطراف والانقضاض المحكم على اللاعب الخصم.

بقي مع “النجمة” حتى عام 1999 قبل أن ينتقل إلى “العهد” وينهي مسيرته عام 2006، ولا يمكن له أن ينسى مشواره الوردي مع “النبيذي” الذي يمتاز بقاعدة جماهيرية عريضة ويكنّ له فرحات كل الحب والاحترام والوفاء.

ومن أبرز المحطات التي لا ينساها فرحات، المباراة أمام “الأنصار” عام 1993 حين صنع هدف التعادل لزميله محمود حمود، قبل أن يسجّل هدف الفوز وسط فرحة هستيرية عمّت يومها مدرّجات برج حمود.

يقطع الكرة قبل حمد الصالح خلال لقاء الكويت ولبنان وبدا حسن أيوب

ويقول إنّه ليلة المباراة كان يمضي سهرة عند أصدقاء له وطالت السهرة وخاف بأن لا يقدّم الأداء المطلوب، إلا أن المدرب المصري عصام بهيج دفع به في الشوط الثاني وقال له “إنّك أنت من سيقلب النتيجة”، وهذا ما حدث؛ وكان “النجمة” يومها بأمسّ الحاجة إلى هذا الفوز ليرفع من معنويات اللاعبين والجماهير على حدّ سواء، كما كان بهيج بمثابة الداعم الأول لفرحات والمؤمن بقدراته البدنية والفنية، فكان يوسف يعطي بالمقابل من كل قلبه وجوارحه.

ومن الأهداف التي لا ينساها فرحات في مسيرته، هدفه في مرمى حارس الصفاء بلال هاشم عام 1993 في دورة الإمام المغيب موسى الصدر، وكذلك هدفه في مرمى حارس السلام هاشم خميس في ملعب المرداشية في زغرتا.

أحرز فرحات مع “النجمة” العديد من الألقاب، منها كأس لبنان ودورة الأضحى وكأس النخبة، لكنّه لم يوفّق في إحراز لقب الدوري؛ ويعتبر أن فريقه كان يتعرّض للغبن والظلم التحكيمي في محطات عديدة على الرغم من قوة فريق الأنصار وامتلاكه عناصر لا يمكن التقليل من شأنها.

ويروي حادثة حصلت معه قبل المباراة التي انتهت أنصارية 3-2، فيقول: “من عادتي أن أؤدي الصلاة والدعاء قبل المباراة، ويومها ظهر أمامي حكم المباراة السوري أسامة الشامي وقال لي لا تفرط في الدعاء كثيرًا، فلن تفوزوا”.

بين بهيج والمخلوفي

خلال مسيرته الطويلة مع “النجمة”، ارتاح فرحات مع المدير الفني المصري عصام بهيج الذي كان بمثابة المدرب والأب والقدوة، وعلى خلاف ذلك لم يجد نفسه مرتاحًا مع الجزائري رشيد المخلوفي الذي كان غالبًا ما يجلسه على دكّة البدلاء، وهذا الأمر لم يرق لفرحات الذي صارحه يومًا بالقول: “إذا لم تعد ترغب ببقائي في الفريق فصارحني بالأمر”، فكان جواب المخلوفي له “لا أريدك أن تكون معي في الفريق”؛ وهنا شعر فرحات أنه بالفعل أصبح خارج حسابات المدرب، ما دفعه للانتقال إلى العهد ولعب قرابة 8 مواسم، مع أنه طلب بداية من إدارة النجمة بأن تجري له مباراة تكريمية لأنه كان راغبًا بإنهاء مسيرته مع النادي الأحب إلى قلبه والذي عاش فيه أجمل أيام حياته الكروية، وكان الجمهور في كثير من الأحيان سخيًا عليه وعلى اللاعبين من النواحي المادية والمعنوية وغيرها.

قائد النجمة الرقم 15 على ملعب برج حمود

الكوري في كوريا

خاض فرحات العديد من المباريات الدولية مع منتخب الشباب والمنتخب الأول في تصفيات كأس العالم وبطولة كأس العرب، ونجح في تسجيل بعض الأهداف أبرزها في مرمى “هونغ كونغ” في كوريا الجنوبية عام 1993. ويومها اهتمت الصحافة المحلية لوجوده أكثر من باقي اللاعبين اللبنانيين، إذ ظنوا أنّه من أصول كورية ويلعب لمنتخب عربي وكان رفاقه يستعينون به خلال زيارة الأسواق للاستفادة من الحسومات لأن الباعة سيخفضون أسعارهم عندما يشاهدونه.

وعن لقب “الكوري” يقول فرحات إن المدرب الراحل سمير العدو “أبو علي” هو من أطلق عليه هذا اللقب نظرًا إلى الشبه الكبير بينه وبين الكوريين.

يرى فرحات ختامًا أن هناك فرق كبير بين لاعبي الأمس واليوم، فلاعب الماضي كان يعشق كنزة النجمة ويلعب بكل إخلاص، أما اليوم فقد أصبح اللاعب بمثابة “موظّف” نظرًا لتغير المناخ العام، وهو لا يلوم اللاعب الذي ينتقل من نادٍ إلى آخر بحثًا عن لقمة العيش وفرص مادية أفضل.

كما يطالب فرحات، بأن تلتفت الإدارة الحالية وعلى رأسها “أسعد السقال” إلى لاعبي الأمس وتستفيد من تجاربهم وتقحمهم في العمل التدريبي والأكاديمي في النادي، لأن الاهتمام بالبراعم والناشئين وهكذا دواليك يؤسس فريقًا منافسًا بشكل دائم، قائم على الولاء والإخلاص لشعار النجمة وجمهورها الذي يتمنى له ختامًا أن يبقى فرحًا بالانتصارات لأنه أوفى جمهور في لبنان.

فرحات كما يبدو اليوم

الجدير ذكره أن سبق لفرحات أن أشرف على الفئات العمرية في “النبيذي” وهو من أوائل اللاعبين الذين أسسوا أكاديمية كروية في لبنان، إلى جانب وظيفته في مؤسسة “طيران الشرق الأوسط” والتي كان للحاج عمر غندور الفضل بتأمينها له حسب قوله منذ سنوات.

سامر الحلبي

سامر الحلبي

صحافي لبناني يختص بالشأن الرياضي. عمل في العديد من الصحف والقنوات اللبنانية والعربية وفي موقع "الجزيرة الرياضية" في قطر، ومسؤولاً للقسم الرياضي في جريدتي "الصوت" و"الصباح" الكويتيتين، ومراسلاً لمجلة "دون بالون" الإسبانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى