سياسة

لبنان دولة نفطية: هل يجب ان نفرح أم نحزن؟

وفق خارطة الطريق الأميركية التي هندس طوبوغرافيتها الوسيط الأميركي (اليهودي الجذور) آموس هوكشتاين بات لبنان قاب قوسين أو ادنى من دخول منظمة “أوبك بلاس” أو بالترجمة العملية دولة قادرة على إنتاج النفط والغاز وكافة مخزونات الطاقة مع العلم اليقين أن الطاقة تلك متوفرة في لبنان وفي شواطئه منذ ما قبل الاستقلال استناداً الى الحفريات التي أجريت في البر اللبناني (ومنها جبل تربل في محافظة الشمال) في اربعينيات القرن الماضي وأعلن منذ حينها أن الكميات في البر غير كافية للاستثمار وإنما النفط الوفير هو في البحر.

ولكن لم يكن متاحاً للبنان أن يفكر في الاستثمار لإسباب متنوعة منها دولية وإقليمية وربما محلية (والأهم أنه لم يكن مسموحاً للبنان ان يكون دولة نفطية).

اليوم بات لبنان دولة نفطية بالمفهوم الاستثماري للطاقة، وبعد أن رسّم حدوده الجنوبية مع العدو الاسرائيلي، فهل يجب كلبنانيين أن نفرح ام نحزن؟

قد يكون من المنطقي أن نفرح لأن انتاج الطاقة سينعكس ايجاباً على أوضاع اللبنانيين الذين ذاقوا الأمرّين خلال السنوات الثلاث المنصرمة من الأزمات المالية والمعيشية والحياتية غير المسبوقة، ولأن إنتاج كميات كبيرة من النفط والغاز من المفترض أن يستفيد منه أبناء الوطن إذا ما تمت مقارنة ذلك بالدول المنتجة للطاقة في دول الخليج التي يعيش مواطنيها برخاء وسعادة ومداخيل مرتفعة، ولكن ما فعله السياسيون والمسؤولون في لبنان خلال العقود الماضية من نهب وفساد ومحاصصات يجعلنا نبكي بدموع غزيرة لأن من فعل ذلك في دولة كانت تعيش بيسر فكيف بدولة غنية وتملك مئات المليارات من الثروات النفطية والغازية، وبصورة تشبيهية هل يمكن أن يتحول الثعلب الى قديس؟

أم أنه علينا ان نتجاهل عشرات الشركات النفطية التي جرى تشكيلها في الآونة الأخيرة لمص دم الحقول التي ستُكتشف؟ أم أن السلطة الجديدة التي سوف تتشكل لاحقاً ستنجح في حصر الأمر بصندوق سيادي. وقصقصة جوانح تلك الشركات المستحدثة!

أم أنه علينا أن نحزن كلبنانيين، لأننا إذا أصبحنا دولة نفطية مؤثرة بالاقتصاد العالمي، سيكون،لاسمح الله، مصيرنا كمصير دول نفطية كانت في عز مجدها المالي والاقتصادي فعملت المنظومات العالمية المتحكمة بالنظام الاقتصادي العالمي على سحقها وحذفها عن خارطة التأثير في الاقتصاديات العالمية ومنها على سبيل المثال لا الحصر العراق وليبيا ونيجيريا أو فرض العقوبات على أخرى لإقصائها عن التاثير مثل إيران وروسيا وسواهما؟

مرسال الترس

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى