تأخر الأمطار شمالاً يهدد موسم الزيتون بكارثة!
يقف مزارعو الزيتون في الشمال ولاسيما في اقضية زغرتا والكورة وعكار (وهي المناطق الأكثر انتاجاً في لبنان) مكتوفي الأيدي هذه الأيام وبحيرة تامة، قبل بضعة اسابيع من موسم القطاف، قلقين على أوضاعهم لأن الموسم هذه السنة واعد جداً، والأمطار على ما يبدو متأخرة.
وفي العادة يُفترض أن تمطر في شهر أيلول “الذي يكون بالعادة طَرْفه بالشتي مبلول” كما تقول امثال المعمرين في لبنان، لأنه إذا تساقطت الأمطار في أيلول يكون بمثابة العطاء الذهبي للزيتون الذي ينتعش وتتماسك حباته على الأغصان وتنضج. أما إذا تأخرت وإمتصها “الصيف الذي يمتد بين التشرينين” فالخسارة ستكون فادحة لا بل كارثية.
موقع “أحوال” تواصل مع بعض المعنيين في هذا المجال ليستطلع توجهاتهم فقال أحد أكبر تجار قضاء زغرتا – الزاوية في هذا الحقل بطرس العم :” الموسم هذه السنة من المواسم اللافتة نظراً لكمية حب الزيتون المتواجد على الاشجار وهذا لا يحصل كل سنة، فإذا لم يدعم بالامطار فالنتيجة ستكون كارثية وهذا ما حصل في بعض السنوات القليلة في الماضي حين كان يتأخر فصل الشتاء.
وعن الحلول الممكنة أجاب العم: سننتظر اسبوعين على أبعد تقدير وإذا لم تمطر السماء فإننا سنعمد الى قطاف حب الزيتون باكراً وبيعه كما هو للتعويض بعض الشيء عن الخسائر لأن الحبوب إذا بقيت على الشجرة بدون إمطار يطالها اليباس وتقع على الأرض بمعظمها ولا يمكن الاستفادة منها بشيء يذكر.
ماجد خولي من بلدة اميون الكورة قال لـ”أحوال”: إذا تأخر فصل الشتاء سنكون أمام أزمة حقيقية تطال المزارعين الذين لن يستطيعوا تعويض خسائرهم من جراء الاهتمام بالاشجار طوال السنة لجهة الحراثة او التقليم أو الادوية، وسترتفع اسعار الزيت المحلي المميز عن باقي الزيوت المستوردة أضعافاً، الأمر الذي سيطال المستهلكين بشكل كبير، كما أن الأمر سيطال العائلات التي تتكل على تأمين الزيتون المكبوس الذي يباع ايضاً للمطاعم والفنادق. وعندها سينشط التجار في تأمين البدائل من الخارج وبأنواع ليست بجودة الزيت المنتج محلياً والذي تفضله معظم العائلات اللبنانية ولاسيما أهل الأرياف.
أما احمد عباس من حلبا عكار فقال: كنا نتخوف في السنوات السابقة من إدخال الزيت والزيتون الأجنبي (ولاسيما السوري منه) الى لبنان لأنه ينافس الانتاج المحلي ويساهم في تخفيض أسعاره، لأن دولتنا لا تقدم الدعم اللازم للمزارعين كما هي الحال في بعض الدول العربية المنتجة للزيتون وبالتالي زيته. أما السنة فالخوف كبير من ان يساهم شح الأمطار في القضاء على موسم الزيتون المتقدم في كثافته على العديد من السنوات السابقة، ولذلك الجميع بالانتظار ، والا قد نضطر الى صلاة استسقاء علها تحل المشكلة.
مرسال الترس