منوعات

عودة فقمة الراهب الى شواطئ السمرة في سوريا

أعلنت السلطات السورية عن ظهور جديد فقمة الراهب المتوسطية في شواطئ السمرة ووادي قنديل في ريف اللاذقية في سوريا. وتتميز فقمة الراهب بأنها أكبر الفقمات في المتوسط ومهددة بالانقراض ،حيث أنها تقصد مغارات محددة على ضفاف المتوسط .
ويوجد هذا النوع المهدد بالانقراض فقط في البحر الأبيض المتوسط، وتوجد جماعة صغيرة بالقرب من سواحل شمال غرب أفريقيا. تعيش في السواحل الرملية أو الصخرية القريبة من الكهوف البحرية النائية والهادئة التي تلجأ اليها.
يصل طول الجسم الى 2.4 متر والوزن الى 320 كجم. لون الجسم من الأعلى أسود لدى الذكور، وبني أو رمادي قاتم لدى الاناث، أما في أسفل الجسم ففاتح للاناث وقريب من الابيض في حالة الذكور.
وتمتاز فقمة الراهب المتوسطية في سلوكها بأنها من الحيوانات النشطة أثناء النهار وتعيش في حالة انفرادية، هادئة في معظم الأوقات ولا تصدر الأصوات إلا مع بداية فترة التزاوج. قد تشكل مستعمرات في المناطق النائية الا أنها تبقي على فرديتها. يمكنها الغوص لمسافات تصل الى 100 متر أثناء بحثها عن الطعام.
تصل مرحلة النضج بعد 4 سنوات. تلجأ الفقمة الحامل للكهوف التي يصعب الوصول اليها حتى تلد. ولادة الصغار تكون عادة في فصل الخريف. يمكن لهذه الفقمة أن تعيش حوالي 20 سنة.
وأعلن رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق الدكتور محمد كفري “أنه تم رصد عدد من الفقمات الناسكة المتوسطة التى تدعى بالراهب على شاطىء الأرمن في خليج السمرا بريف اللاذقية، وهي عبارة عن تسع فقمات بعد ان كان عددها في 2014 ثلاث فقمات وهذا دليل على انها تتكاثر بعد ان كانت على وشك الانقراض .
كما وأضاف الدكتور كفري: ان هذه المرة ليست الأولى من نوعها، فقد تم توثيق الفقمات على الشاطىء السوري سابقاً في وادي قنديل وكان هذا عام 2014 وحينها تم تسجيل مشاهدتين ليلية ونهارية . كما شوهدت عام 2014 عائلة صغيرة مكونة من بالغ ويافع مقابل صخرة الروشة في رأس بيروت في لبنان.
وأوضح كفري بخصوص الصور المتداولة والتي تم نشرها كانت لحالة المشاهدة الاولى اما الصورة الاخرى فهي لفقمة وصغيرها تعود لبلدة البترون اللبنانية.
وحول دلالات هذا التواجد، أجاب كفري: “هو مؤشر هام على التعافي والصحة والسلامة البيئية للمنطقة، وعودة ظهور للحيوانات التي اعتقدنا أنها ابتعدت أو انقرضت من بيئتنا ومن الشواطئ السورية”.
وأصبحت فقمة الراهب المتوسطية من أندر الحيوانات في العالم، وإحدى ستة حيوانات هي الأكثر تعرّضاً للانقراض، نظراً للتلوّث الذي يشهده البحر الأبيض المتوسط، ولم يبقَ منها إلّا حوالي 600 إلى 800 فرد مبعثرة على عدة دول متوسطية.
ويعتبر هذا التوثيق مؤشر آخر هام وإضافي للسلامة البيئية بعد العثور على كهف بحري غارق في شاطئ الأرمن بقرية السمرا قبل أشهر، إضافةً إلى رصد مخلوقات مائيّة نادرة تشير إلى وجود حياة بحريّة داخل الكهف.
ونوّه كفري إلى أنه: “يجب أن تدعم هذه الاكتشافات الدعوات المتزايدة لإعلان تلك المنطقة كمحميّة بيئية، أي لا يمكن لأحد زيارتها إلّا ضمن شروط وضوابط محددة بدقة”.

تيما العشعوش

تيما العشعوش

صحافية سورية تكتب في عدد من الصحف والمجلات المواقع الإلكترونية، تهتم بالأخبار السياسية والميدانية. خريجة جامعة دمشق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى