سيناريوهات الرئاسة والحكومة.. سباق بين انتخابات الرئيس والتأليف الحكومي
زهران لـ"أحوال": فراغ رئاسي للعام المقبل.. فرنجية الأوفر حظاً لكن عليه تجاوز ثلاث عتبات
تعيش القوى السياسية سباقاً بين استحقاقين ـ تأليف حكومة جديدة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية على مسافة عشرة أيام من دخول البلاد في المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية.
وتشير معلومات خاصة لموقع “أحوال” أن التسليم السياسي بالفراغ الرئاسي بعد تظهير المواقف السياسية لمرجعيات سياسية وروحية المتمثلين بثلاثي سمير جعجع – وجبران باسيل والبطريرك الراعي، دفع بالمعنيين بالشأن السياسي إعادة تحريك عجلة التأليف الحكومي، لدرء مخاطر الفراغ في سدة الرئاسة الأولى في ظل الخلاف الدستوري على قدرة حكومة تصريف الاعمال على تسلم صلاحيات الرئيس في حالة الفراغ.
فما هي السيناريوهات المطروحة؟ وهل تنجح المساعي بتأليف حكومة قبل 1 أيلول؟ أم تسبق المشاورات الرئاسية نفسها وتؤدي الى انتخاب رئيس جديد؟ أم تدخل البلاد مرحلة الفراغ في رئاسة الجمهورية بحكومة تصريف أعمال؟
الكاتب والمحلل السياسي سالم زهران يشير لـ”أحوال” إلى “أننا أمام معادلة التعادل السلبي، فلا فريق 8 آذار يستطيع إيصال رئيس من صفه ولا 14 آذار التقليدية مع قوى المجتمع المدني تستطيع ذلك، لكنها قادرة على تعطيل النصاب، لذلك لا بد من التوصل الى تسوية بين الفريقين بدعم خارجي”.
ويُبدي زهران استغرابه لإعلان رئيس القوات سمير جعجع رفضه انتخاب رئيس من فريق 8 آذار ورئيس تسوية، موضحاً أن “كلام جعجع ساقط حسابياً، لأن فريق 14 آذار وقوى التغيير لا يجمعون 64 صوتاً مع اعتبار خروج رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط من هذا الفريق، في الدورة الأولى يحتاج الانتخاب 86 نائباً للنصاب و86 أصوات، وبالتالي نحن أمام أقليتين كبيرتين قادرة كل منهما على التعطيل، ونحن ذاهبون الى التعطيل وبالتالي الفراغ، والجميع يدرك أن الفراغ يقترب ويتهربون من المسؤولية، وجعجع يتبرع بحمل قميص التعطيل، لكنه يراهن وفق زهران على طرح شخصية مسيحية من فريقه السياسي ضد مرشح 8 آذار لتعطيل متبادل للوصول الى رئيس تسوية يكون جعجع أحد القوى الأساسية التي ساهمت بوصوله، وبالتالي يتحول الى شريك في الحكم”.
أما عن موقف حزب الله فيوضح زهران أن “الحزب كان الناخب الأكبر في إيصال العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة بعدما كان يملك 78 نائباً، لكنه اليوم حسابياً لا يستطيع إيصال مرشحه بسبب تغير تركيبة المجلس النيابي”، معتبراً أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لديه الحظوظ الأكبر لكنه يحتاج الى ثلاث محطات للوصول الى بعبدا:
*لقاء مع باسيل عند السيد حسن نصرالله لعقد اتفاق سياسي للمرحلة المقبلة لحاجة فرنجية الى كتلة التيار الوطني الحر.
*أصوات جنبلاط مع كتلة سنية لأنه لا يمكن انتخاب رئيس بـ 64 نائباً أغلبهم من المسلمين، أو أغلبهم من المسيحيين، وبالتالي أي مرشح يحتاج الى كتل مسيحية وسنية ودرزية.
*عدم تعطيل القوات والمجتمع المدني لنصاب الجلسات.
وبالتالي جلجلة فرنجية وفق زهران طويلة بالرغم من أنه أكثر المتقدمين، ويتسابق مع قائد الجيش جوزيف عون أما المرشحين الآخرين لايزالون على مقاعد الاحتياط.
وإذ نفت معلومات “أحوال” حصول أي لقاء بين باسيل وفرنجية في الخارج، مشيرة إلى أن “أي لقاء بينهما سيتم عند السيد نصرالله الذي يشكل الضمانة لكلا الطرفين”. مضيفاً: “لن يبدأ الاستحقاق الرئاسي قبل أن يأتي خبراً عاجلاً وهو أن السيد نصرالله يولم على شرف فرنجية وباسيل، لكن فرنجية يحتاج الى عتبتين اضافيتين لترجمة أي اتفاق بينهما وهو دعم كتل نيابية من طوائف أخرى وضمان عدم تعطيل النصاب”.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن “التيار والقوات قوة تعطيلية، لكن لا قدرة لهما لصناعة الرئيس، وحتى إذا اجتمع التيار والقوات لا يستطيعان إيصال رئيس، لكن كل منهما مع حليف يستطيع تعطيل الانتخاب”.
وعن حظوظ قائد الجيش، يرى زهران أنه يحتاج الى تعديل دستوري و86 نائباً، لكن حزب الله والتيار الوطني غير جاهزين لتعديل الدستور من أجل جوزيف عون، كما أن حزب الله لن يتجاوز التيار في انتخابات الرئاسة. ويشير الى أن “صفارة الانطلاق نحو السباق الرئاسي عندما يدعو الرئيس نبيه بري لجلسة، مستبعداً انتخاب رئيس هذا العام.
وإذ يستبعد تأليف حكومة جديدة في المدى المنظور إلا إذا حصلت مفاجأة أو أحداث سرعت بإنجاز هذا الاستحقاق، يتحدث زهران عن ثلاث سيناريوهات رئاسية:
*بقاء الاستحقاق معلقاً على حبال تعطيل الفريقين حتى تنضج ظروف التسوية الداخلية والخارجية في العام المقبل.
*تكرار جلسات الانتخاب لشهور عدة من دون انتخاب، ما يفرض على الجميع انتخاب رئيس تسوية.
*تمكن فرنجية من كسب تأييد باسيل وأصوات كتلتي حركة أمل وحزب الله وكتلة جنبلاط ويؤمن الأكثرية النيابية ويؤمن بالاتفاق الدولي نصاب انعقاد الجلسة.
أما القوات اللبنانية فتشير أوساطها لـ”أحوال” الى أنها ستخوض معركة الرئاسة الى آخر الطريق ولن تسمح للتيار الوطني الحر بتكرار سيناريو 2016 الذي دمر البلد وأوصله الى هذا المستوى من الانهيارات على كافة الصعد، لذلك سنسعى مع حلفائنا الى تشكيل جبهة نيابية عريضة لفرض رئيس من فريقنا السياسي يملك المواصفات المناسبة لا سيما الرئيس الإصلاحي والسيادي والمستقل، وبالتالي سنمنع وصول أي مرشح مدعوم من لحزب الله وعلى رأسهم سليمان فرنجية.
محمد حمية