ميديا وفنون

نينا عبد الملك تصف النّساء بأنّهنّ “أداة تكاثر” والنسويّات غاضبات

هجوم وصل حدّ التجّريح والمدافعون: أين حريّة التعبير؟

هل كانت الفنانة نينا عبد الملك تقصد استفزاز النسويّات لتتصدّر التراند في لبنان والعالم العربي عندما وصفت النّساء بأنّهنّ مجرد أداة للتكاثر، أم أنّ التعبير خانها؟

انتشر فيديو على مواقع التّواصل الاجتماعي للفنانة داخل استوديو إذاعي مع زوجها الإعلامي السوري حسان الشيخة، وهما يناقشان مسألة المساواة بين المرأة والرّجل.

اعترضت نينا على المطالبة بالمساواة متسائلة عن سبب غضب النسويات الدائم، وسبب سعيهن لتحمّل مسؤوليات الرجل الجسيمة. واعتبرت أنّ التكاثر هو أهم عمليّة تقوم بها المرأة، الأمر الذي دفع بزوجها إلى تهنئتها، والتأكيد أنّه تزوّجها “لأنّك هيك”.

الرّجال أيضاً اعترضوا

لم تكن الاعتراضات حكراً على النساء، إذ اعترض رجال أيضاً على طريقة تفكير نينا، بل ثمّة رجال رأوا أنّ نظرة نينا لنفسها ولبنات جنسها فيها الكثير من التحقير وسوء التقدير للذات، متسائلين “إذا ما كانت نينا عاشت رفاهية ولم تتعرّض لسوء معاملة أو لموقف أثبت أنّ القوانين ليست بصفها، فهل تقلّل من شأن معاناة النساء ومن كفاحهن ليكنّ عنصراً مساوياً للرجل في الحقوق والواجبات؟”.

اعتراض نسائي: نسفت كل تاريخ النّضال النسوي بفيديو

على مواقع التواصل الاجتماعي ويل لمن يقع بين يديّ النسويّات. فكرة معمّمة لدى كثيرين، يرون أنّ “العلقة” مع النسويات تخرج منها دوماً خاسراً، أقلّه لإصرارهنّ على النقاش وإثبات صوابيّة دفاعهن عن حقوق المرأة دون كللٍ أو ملل.

كان العلقة هذه المرّة صعبة على نينا، التي لم تجد الدّفاع عن أفكارها، أو أقله تبريرها.

البعض هاجم نينا بشراسة، والبعض الآخر أعرب عن شفقته على امرأة تجد أن أقصى ما بإمكانه فعله هو الإنجاب، متسائلين “ماذا عن من حرمتهن الطبيعة من الإنجاب؟ ماذا عن من لم يتزوّجن؟”.

كما تساءل البعض “كيف تنسف نينا تاريخاً من نضال النسويات وتهاجمهن وهي كمتزوّجة من رجل أجنبي لا يحق لها أن تعطي جنسية لابنها؟”.

سخرية من نينا وزوجها

تعرّضت نينا لحملة سخرية من قبل البعض، إذ اعتبر كثيرون أنّ تصريحها مثير للسخرية، وأنّه أشبه بنكتة سمجة، وأنّها تريد للنساء أن يكنّ مثل الأرانب يتكاثرن فقط، وأنّ زوجها يصفّق لها، فتعتقد أنّها حقّقت انتصاراً لم تحقّقه في الفن منذ تخرّجها من برنامج “ستار أكاديمي” إذ بالكاد يحفظ لها الجمهور أغنية.

دفاع عن نينا

استنكر كثيرون الحملة التي تعرّضت لها نينا، والتي وصلت في بعض الأحيان إلى القدح والذّم، وإلى الشتائم والإهانات، وإلى التبخيس بحقها كفنانة والتقليل من شأنها.

البعض برّر ما قالت بأنّه “زلّة لسان”، والبعض الآخر قال “إنّه رأيها حتى لو لم يعجبكم احترموه”، والبعض عاب على المهاجمين أنّ يدافعوا عن حقوق المرأة وفي الوقت نفسه يسلبون نينا حريّة التعبير عن رأيها كامرأة بحجّة أنّ الرأي لا يعجبهم.

ريان عياش

متخصصة في علوم الكمبيوتر، خريجة كلية المعلوماتية في جامعة فيرارا في ايطاليا. عملت في التصاميم، الغرافيكس والتسويق الاكتروني في العديد من الشركات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى