مجتمع

هكذا سيكون شكل العام الدراسي المقبل في الجامعة اللبنانية

بين ليلة وضُحاها تغيّر واقع التعليم في لبنان، فـ”كورونا” بدّل حياة اللبنانيين، الأهل والطلّاب، وأظهر الفوارق الكبيرة بين المؤسسات التعليمية، إذ تمكّن بعضها من مواكبة التغيير الإلزامي، ولم يتمكن البعض الآخر من ذلك، فكان العام الدراسي الماضي “عاماً للنسيان”، وفي الجامعة اللبنانية كان “العام” الأطول، إذ لم ينته حتى اليوم.

هذا الواقع الجديد دفع إدارة الجامعة اللبنانية للعمل الدؤوب لمواكبة “التغيير” وتنظيم العام الدراسي المقبل، ولهذه الغاية عُقدت اللقاءات والإجتماعات والدراسات للوصول إلى أفضل الخيارات “المتاحة”، لأنّه في كثير من الأحيان تكون “العين بصيرة واليد قصيرة” على حد قول أحد أساتذة الجامعة اللبنانية.

التعليم المُدمج مع هامش واسع للطلاب

أمس، عُقد مؤتمر في الجامعة اللبنانية في الحدث، برئاسة رئيس الجامعة الدكتور فؤاد أيوب وحضور عمداء الكلّيات والمدراء وممثّلي الكليّات، تم خلاله بحسب ما علم “أحوال” مناقشة المقررات الصادرة عن مجلس العمداء بما يخصّ العام الدراسي المقبل، والذي سيشهد نظام “التعليم المُدمج” أي النظام المشترك بين “الحضوري” في الكلية، و”التعليم عن بُعُد” أي “أونلاين”، عبر حصول الطلّاب على تسجيلات للمحاضرات، معدّة بطريقة محترفة.

أصبحت صورة العام الدراسي المقبل في الجامعة اللبنانية واضحة، مع بقاء بعض التفاصيل التي تتعلق بعمل كل كلية على حدى، مع إعطاء هامش للطلاب بأن يكون نمط التعلّم اختيارياً لهم بين “الأونلاين” و”الحضوري” كلّ بحسب ظروفه اللوجستية والمادية، أي أنه سيكون للطالب حريّة الإختيار في حالة التعلّم عن بُعُد بين الحضور الى الكلية وبين المتابعة من المنزل، مع الإشارة إلى أن هذا الهامش يحتاج إلى “مراسيم” تطبيقية سيتم اتخاذها بحسب كل كلّية.

كذلك تم إقرار ضرورة توحيد توصيف المقررات في فروع الكلية الواحدة، لتحقيق المساواة بين الطّلاب، مع إمكانية تخفيض منهاج المادة والمحافظة على المواضيع الأساسية فيها، وذلك اختصاراً للوقت والجهد.

خلق نظام التعليم عن بُعُد  العام الماضي “فوضى” في كيفية تقسيم العمل بين الأساتذة الذين يدرّسون “مادة واحدة”، فكان بعضهم يبذل الجهود الكبيرة، وبعضهم الآخر لا يعمل، لذلك كان لا بد من لحظ هذه المسألة في مقررات مجلس العمداء، فأشارت إلى وجود خيارين يمكن اتّباعهما في هذا الإطار وهما أولاً: أن يقوم أستاذ واحد بتسجيل المادة لطلاب فروع الكلية ويُعطي باقي أساتذة المادة دروساً حضورية أو يستقبلون الطلاب في قاعات التدريس لمتابعة أسئلتهم والإجابة عنها، أو ثانياً: أنّ تُجزّأ المادة الواحدة إلى أجزاء بحيث يتولى كل أستاذ من أساتذة هذه المادة تسجيل جزء منها.

لكل كلّية حقّ تنظيم شؤونها

في التفاصيل التي حصل عليها “أحوال” سيكون لكل كلّية في الجامعة اللبنانية قرارها الخاص بشأن كيفية تنظيم عملية التعليم، بين الحضوري وعن بُعُد، إذ سيّتخذ اليوم أو خلال الساعات الـ 48 المقبلة “مجلس الوحدة” الخاص بكل كلّية القرار بشأن المواد التي ستُعطى عن بُعُد، وتلك التي ستُعطى حضوريّاً، والنسبة من كل مادة، كأن يتقرر إعطاء ثلث المنهاج حضوريّاً والثلثين المتبقيين عن بُعُد، مع الإشارة إلى أن هذه القرارات ستُنفّذ في كل فروع الكلية بالجامعة اللبنانية، لكي لا يكون التعاطي مع الطلاب مختلفاً بين فرع وآخر للكلية نفسها.

حلم “المكننة” يتحقق

بعد طول انتظار يأتي الخبر السعيد لأستاذة وموظفي وطلاب الجامعة اللبنانية حيث علم “أحوال” أنه سيتم العمل على “إطلاق المكننة” في الجامعة اللبنانية هذا العام، عبر برنامج خاص لهذه الغاية إسمه “فينيكس”، سيمكن من خلاله التسجيل عن بُعُد لكل الطلاب، واستكمال الملفّات وإدخال المعلومات، وتسجيل المقررات واختيارها، حيث يتضمن البرنامج كل المقررات والمناهج والتعديلات عليها، كما ستتضمن جداول مواعيد الدروس، وكل التفاصيل المتعلقة بإدارة ملفات الجامعة اللبنانية، للأساتذة والطلاب والموظفين أيضاً.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى