مجتمع

المسابح والشاليهات تنعش السياحة على الحدود مع فلسطين المحتلّة

برزت في الآونة الأخيرة، ظاهر انتشار “الشاليهات” والمسابح في القرى والبلدات الحدودية، في جنوب لبنان.

هناك، وللمرّة الأولى منذ تاريخ المنطقة، يتهافت المصطافون والسياح على استئجار “الشاليهات”، المشيدة حديثاً، في أكثر من قرية وبلدة، بعضها مقابل المستعمرات الاسرائيلية.

ففي بلدة الخيام اشيد عدد من أبناء المنطقة أكثر من 40 شاليه، “وصل بدل اجرة الشاليه الواحد الى 150 دولار، وبعضها اذا كان يضم أكثر من 3 غرفة يرتفع البدل ليقارب 250 دولار”، بحسب حسن عبدالله، أحد العاملين في خدمة الشاليهات، والذي أشار الى أن “الحجوزات أقفلت من نحو شهر، رغم أن عدد الشاليهات المنتشرة في قضاء مرجعيون تزيد على 100 شاليه، ما يعني أن المنطقة باتت مقصودة سياحياً، ليس من أبناء المنطقة فقط، بل من معظم المناطق اللبنانية”.

هذه “الظاهرة”، التي بدأ انتشارها منذ حوالي 6 سنوات، تعتبر جديدة على المنطقة الحدودية، “طوال عشرات السنين الطويلة الماضية حرم أبناء الجنوب، لا سيما في القرى الحدودية، من المشاريع السياحية بسبب الحرب والاهمال،  الى أن قرّر عدد من الميسورين الاستفادة من حاجة الأهالي الى أماكن ترفيهية خاصة ومحافظة، تؤمن خدمة السباحة والسكن المؤقت، فكانت البداية في بلدة الخيام، عندما بنى أحد المتمولين عدد من الشاليهات والمسابح، الذي حقق نجاحاً اقتصاديا لافتاً، ما ساهم في انتشار الشاليهات في أكثر من قرية وبلدة حدودية”.

وعلى كتف محمية وادي الحجير انتشر عدد من الشاليهات، اضافة الى المطاعم والمسابح الخاصة، كلفة الشاليه الواحد تزيد على 100 ألف دولار أميركي، بحسب محمد عليان، الذي اعتبر أن “الاستثمار في بناء الشاليهات بات ظاهرة، ومطلب لعدد كبير من المتمولين، الذين يحققون أرباحاً عالية، فيمكن لصاحب شاليه واحد أن يجني في فصل الصيف ما يزيد على 15 ألف دولار أميركي، وفي السنة الكاملة قد يجني حولاي 50 ألف دولار، أي أنه خلال سنتين فقط يستطيع أن يعوض ما دفعه على بناء الشاليه”، ويرى عليان أن “أبناء المنطقة باتوا جميعهم من المستفيدين من هذه الظاهرة التي تساهم في تحريك العجلة الاقتصادية، لأن السياح القادمين من مناطق مختلفة يرتادون المطاعم والملاهي والمحال التجارية المختلفة”.

ويعتبر السائح أحمد ماضي، القادم من البقاع أن “المنطقة جميلة جداً، وبناء الشاليهات سمح لنا بالتعرف عليها، في هي تشرف على فلسطين من جهة، وقريبة من نهر الليطاني ومحاطة بالأحراج والجبال”، لافتا الى أن “السائح يشعر في الأمان هنا، فلا وجود لأي خطر، قد نجده في بعض المناطق الأخرى، فلم نسمع بحوادث سرقة، أو وقوع جرائم، كما أن الحدود آمنة، ونعلم أن العدو الاسرائيلي لا يمكنه القيام بأي عمل غبي”.

ففي المنطقة الحدودية اليوم أعدادا كبيرة من الشاليهات المختلفة الأحجام والأشكال التي احتل بعضها التلال القريبة من المواقع الاسرائيلية لكنها محجوزة طيلة أيام فصل الصيف. كما تكاثرت المطاعم والمنتزهات، وازداد عدد عمال الديليفري، الذين يؤمنون طلبات زبائن الشاليهات، لكن رغم ذلك فان ” أصحاب الشاليهات يطالبون وزارة السياحة وكل المعنيين بضرورة تأمين الدعم اللاّزم للسياحة في المنطقة، خصوصاً ما يتعلق بتأمين المياه والكهرباء”.

داني الأمين

داني الأمين

صحافي وباحث. حائز على اجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى