منوعات

طارت الإستشارات بين “تكرم عيون جبران” و”الخوف” من تهميش المسيحيين

من خارج السّياق جاء تأجيل رئيس الجمهورية لموعد الإستشارات النيابية الملزمة من التاريخ الذي كان مقرراً اليوم إلى الخميس المقبل، فحتى عصر يوم أمس، كانت كل المعطيات تُشير إلى اقتراب تكليف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، فما الذي تغيّر في اللحظات الأخيرة، ولأجل من تأجلت الإستشارات؟

مصطفى علوش: “الجمهورية” بيد باسيل

“كان موقف الحزب التقدمي الإشتراكي من تسمية الحريري “الفاصل” بين قرار الإبقاء على الإستشارات، وقرار تأجيلها”، يقول عضو المكتب السياسي في تيار “المستقبل” مصطفى علّوش، مشيراً في حديث لـ”أحوال” إلى أنّه “قبل الموقف الإشتراكي كانت الإستشارات ستجري في وقتها، ولكن عندما صدم وليد جنبلاط البقيّة وقرر اللقاء الديمقراطي تسمية الحريري، اتجه رئيس الجمهورية إلى تأجيل الإستشارات لسببٍ واحدٍ وهو دفع رئيس تيار المستقبل إلى سحب ترشيحه، أو عدم قبول التكليف”.

يؤكّد علّوش أنّ سبب تأجيل الإستشارات هو جبران باسيل، فالرجل طلب من عمّه، والأخير نفّذ، مشيراً إلى أن “باسيل يا إما يسحر رئيس الجمهورية، يا إما يُمسك عليه شيئاً، فرئيس الجمهورية أظهر مراراً استعداده لتدمير البلد لأجل رئيس التيار، ونحن لن ننسى مقولة “لعيون صهري ما تركب حكومة” بحسب علوش.

ويرى عضو المكتب السياسي في “المستقبل” أنّ باسيل جعل رئاسة الجمهورية خاتماً بإصبعه، وهو قرر أن يغامر بكل شيء، فإما يكون موجوداً في الحكومة بقوّة ويستمر حلمه بالوصول إلى رئاسة الجمهورية، وإما فليدمّر البلد”، مشدداً على “أننا “حتى اليوم لا نعلم لماذا رضي رئيس الجمهورية بتسليم هذا القاصر شؤون البلاد”.

على الحريري أن لا يلتقي باسيل

يشير علوش إلى أنّ مهلة الأسبوع لن تغيّر شيئاً بالسياسة إنما ستؤدي إلى مزيد من الإهتراء، وهذا ما قاله باسيل بشكلٍ واضح، وبالتالي لا حاجة للقاء بين الحريري وباسيل، معتبراً أنّه كلما تأخرت بعلاج المرض كلما أصبحت إمكانية الشفاء أقل.

ويضيف: “أنا شخصياً لا أؤيّد اللقاء بين الحريري وباسيل، وبرأيي على الحريري أن يصبر وأن لا يتّجه إلى سحب ترشيحه، وبحال أراد ميشال عون إفشال محاولات تشكيل الحكومة، فليشكل الحكومة التي تناسبه وليحكم البلد وحده، وليتحمل المسؤولية”.

“تهميش المسيحيين… حرّك رئيس الجمهورية!

من جهتها ترى الكاتبة السياسية سكارليت حدّاد أنّ رئيس الجمهورية ميشال عون لم يكن راضياً عن المسار الذي انتهجته المشاورات، وفاجأ الجميع بقرار التأجيل، بعد أن شعر بتخطّي وتهميش الفريق المسيحي، وكأنّ الحريري أتم الإتفاق مع الثنائي الشيعي وسار فيه جنبلاط وما عاد بحاجة إلى أحد آخر”، مشددة على أنّ هناك أصولاً مختلفة بتشكيل الحكومات يجب احترامها.

تؤكد حدّاد في حديث لـ”أحوال” أن لبنان يحتاج إلى ميثاقيّة معيّنة، إذ لا يجوز إعادة سيناريو التسعينيات، وتغيير الأعراف بحجة الضغط والوضع الصعب، مشيرة إلى أن المشكلة بين باسيل والحريري ليست شخصية، بل سياسية، ولكن هذا لا يعني أنه ليس على كل طرف التنازل قليلاُ للوصول الى تفاهمات، وهناك مهلة أسبوع للقيام بذلك.

محمد علوش

 

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى