حقوقمجتمع

اغتصاب فاطمة وتستّر “معازف” قيد التحقيق

انشغلت المنصات الاجتماعية والأوساط الثقافية والفنية في بيروت بقضية “تحرش” و”اغتصاب” الناشطة اللبنانية فاطمة فؤاد.

وكشفت فؤاد أنها تعرضت للاغتصاب من قبل مغنّ أردني فلسطيني وزميلته المصرية، خلال حفل أقامته مساحة مكتبة برزخ في العاصمة اللبنانية بيروت، بالتعاون مع المجلة الموسيقية الإلكترونية معازف التي قالت إن إدارتها “تسترت على الجريمة”.

وكتبت فاطمة فؤاد شهادتها عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، السبت الماضي، تفاصيل وثقت فيها ما حصل، فقالت إنها تعرضت لـ”اغتصاب على يد ب.س. (أردني فلسطيني) وآ.م. (مصرية)”، منذ ثلاثة أعوام.

كانت فاطمة تعمل مديرة لمساحة ومكتبة برزخ، خلال حفل نظم بالتعاون مع فريق “معازف” والنادي الليلي البيروتي بولروم بليتز، وأحياه 12 موسيقياً من العالم العربي.

واتهمت فؤاد الموسيقيَين بـ”الاعتداء عليها، عبر تخديرها رغماً عنها، واغتصابها”.

وأضافت أنها وافقت، بعد يومين، على حضور اجتماع في “برزخ” مع مديرها وشخصين من فريق “معازف” والموسيقية المصرية التي أساءت إليها واتهمتها بالكذب. وقالت إن الموسيقي الأردني الفلسطيني تواصل معها بعد أسبوعين، محاولاً “الاعتذار” و”التوضيح”، وذلك “عبر التحوير والتلاعب بتفاصيل كل احتكاك وقع بينهما”.

وأوضحت أنها قررت “تأجيل المواجهة” حينها، “لإدراكها أنها لا تزال تحت تأثير الصدمة، وعاجزة عن صياغة سردية واضحة للعيان”. وأضافت: “إنني على قناعة أن للناجية الثائرة، صاحبة الحق، أن تعلن ساعة الصفر متى شاءت، كيفما شاءت”.

وفي الشهادة نفسها، اتهمت فؤاد المحرر المؤسس في “معازف”، معن أبو طالب، بأنه “أصر على الفريق بالتوجه نحو لفلفة الموضوع وعدم نشر بيان يدين المغتصب ب.س.”. وقالت إن موقفة هذا أثار انقساماً كبيراً في المجلة، “وصل إلى طرد إحداهن واستقالة 3 أشخاص”. ووصفت سلوكه بـ”الأبوي الأعمى نحو المغتصب”.

ولم يعلق الموسيقيان إلى الآن على الاتهامات التي وجهتها فؤاد إليهما.

شارك في الحفل المذكور بشار سليمان وآية متولي وآية عطوي وجسِّكا خزريق ورامي الصباغ، وغيرهم.

بعد انتشار شهادة فؤاد على نطاق واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتكاثر الدعوات إلى مقاطعة “معازف”، أصدرت مؤسسة الصندوق العربي للثقافة والفنون “آفاق”، السبت، بياناً أوضحت فيه موقفها، خاصة أن الشهادة تزامنت مع تحضيراتها لحفل “ميدان” الشهر المقبل احتفالاً بعيدها الخامس عشر، شاركت في تنظيمه “معازف”.

أكدت “آفاق” في بيانها على “تضامنها الكلي” مع فاطمة فؤاد، وأنها “لم تكن على معرفة مسبقة بالحادث”.

وأوضحت أن الشراكة مع “معازف” في حفل “ميدان” هي شراكة فنية، و”في ظلّ الاتّهامات الحالية لإدارة مؤسسة معازف، وإيماناً منها بالمسؤولية التي تحتّم على أي مؤسسة/جهة/فضاء التعامل مع أي اعتداء بحماية الناجيات منه أولاً ومحاسبة المعتدين/ات ثانياً، أعلنت فضّ الشراكة مع معازف فوراً وإنهاء أي دور لها في تنظيم الحفل وإقامته”.

في اليوم التالي، أصدرت “معازف” بياناً، قالت فيه إنها “تدعم فاطمة فؤاد وشهادتها”، وأكدت أن لديها “سياسة رفض تام لكل أنواع التحرش والتعدي الجنسي والسلوكيات غير اللائقة، وبالتأكيد الجرائم الشائنة مثل الاغتصاب”.

وأقرت بـ”فشلها في صون هذه المعايير”، معلنةً أنها “ستبدأ تحقيقاً مستقلاً في دور معازف ومدير معازف معن أبو طالب في الأحداث التي وقعت تلك الليلة، مع نشر بيان في كل مرحلة، وإتاحة المعلومات عن مجرياته”.

وأفادت بأن شبكة المؤسسات الإعلامية العربية المستقلة ستنسق مع الهيئة التي ستتولى التحقيق، وفي غضون ذلك ستتسلم مريم النزهي إدارة المجلة. كما قالت إنها “من الآن فصاعداً، ترفض العمل مع مرتكبي الجريمة، وتعمل حالياً على مسح كل المحتوى المرتبط بهم”.

وأكدت أن “أي تواطؤ أو تضليل من قبل أي عضو في فريق معازف الحالي ستتم محاسبته بما يضمن حق فاطمة فؤاد”.

بدورها، أصدرت “فبراير” بياناً الإثنين، قالت فيه إنها تواصلت مع الإدارة الجديدة لـ”معازف”، لـ”التأكيد على ضرورة إجراء تحقيق مستقل ذي آليات واضحة وشفافة، وبمشاركة أطراف خارجية مختصة لمحاسبة أصحاب المسؤولية”.

وأعلنت عن قرارها تعليق عضوية “معازف” فيها، ووقف مشاركتهم في أنشطتها، بما في ذلك الأكاديمية البديلة للصحافة العربية، “إلى حين استكمال هذه الخطوات الجوهرية” في التحقيق والمحاسبة.

“فبراير” هي “بيت لمجموعة من وسائل الإعلام التقدمية المستقلة الرائدة في الشرق الأوسط: مدى مصر، والجمهورية، وميغافون، وصوت”، وفق ما تعرّف عن نفسها.

المصدر: “فيسبوك” و”تويتر”

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى