جرى الحديث مؤخراً وبوتيرة مرتفعة في بعض الصالونات السياسية الشمالية عن “كتلة نيابية وازنة” يجري التحضير لإطلاقها عبر سلسلة مكثفة من الاتصالات المعلنة او وراء الكواليس ومحورها منذ نحو اسبوعين من قصر رئيس الجمهورية الراحل سليمان فرنجيه في زغرتا والذي آل إلى إبن حفيده النائب طوني سليمان فرنجيه.
فمنذ أُعلنت آخر نتيجة في انتخابات الخامس عشر من آيار الفائت، بدأ الهمس بتأليف كتلة ستفاجئ النمط المعتاد من الأشكال المعتمدة عادة في التجمعات النيابية، لجهة التجانس في الأفكار والتوجهات كي تبني جسوراً للمستقبل القريب والبعيد بحيث تستطيع إثبات حضورها في المجالين النيابي والحكومي، ولاحقاً الأنماط التشريعية والتنفيذية!
وتحت هذه العناوين إنطلق “التكتل الوطني المستقل” الذي يضم النواب طوني فرنجيه (زغرتا) وفريد هيكل الخازن (كسروان) وملحم “ويليام” طوق (بشري) ليوسع آفاقه فيضم أسماء وازنة في مناطقها أمثال: ميشال الياس المر (المتن)، وعبد الكريم ” كريم” محمد اللطيف كباره (طرابلس) وجهاد مرشد الصمد (الضنيه) مع التحفظ على امكانية توسيع البيكار لشخصيات أخرى من مناطق أبعد.
ووفق مصادر واسعة الإطلاع فإن اشواطاً متقدمة في الاتصالات قد جرى حسمها في هذا المجال، ريثما يتم حسم تردد البعض الذي يتخوف من إنزلاق البلد الى مؤتمر تأسيسي (او كما يرغب فاعلون في مجال توضيب الأفكار على تسميته بمؤتمر لإعادة النظر في الدستور) حيث يُفضّل أن تكون الخراف ضمن قطعانها الطائفية والمذهبية حتى لا توجه اليها الاتهامات بالتفريط بما يجب ان يكون لهذا الصليب او ذاك الهلال.
وفي حين إعتقد البعض ان رسم ملامح هذه الكوكبة الوازنة سيكون سريعاً وسيتم قبل الاستشارات النيابية الملزمة جاء إعلان دوائر القصر الجمهوري مساء الأربعاء عن أن الرئيس ميشال عون قد حسم الأمر بتعيين يوم الخميس المقبل في الثالث والعشرين من حزيران الحالي موعداً لتلك الاستشارات، وكأنه أرجأ الإطلاق الى مناسبة أخرى قد تكون اهم بكثير من المنتظر حالياً، حيث لوحظ أن النائب كريم كباره قد أُدرج على اسم لائحة “كتلة اللقاء النيابي الشمالي”. فيما النائبان الصمد والمر وردا في عداد المنفردين.
فهل ستُبصر التمنيات النور بعد مرور الاستشارات على خير التأليف، أم أن عالم الغيب الذي ترتكز إليه التوقعات سيبقى يدور في حلقة مفرغة لحين دخوله ثقباً أسود غير محدد المعالم والذي يبتلع في المفهوم العلمي العديد من الاحلام كبيرة كانت ام صغيرة؟
مرسال الترس
