أحوال السينما

A Journal for Jordan… وصيّة أبٍ لولده، رسمتها الوالدة كرواية مؤثرة!!

من إخراج الممثل المبدع “Denzel Washington” وبطولة “Michael B. Jordan“، يأتي فيلم “A Journal for Jordan” المقتبس عن قصة حقيقية، وهي قصة الرقيب أول “Charles Monroe King” (Michael B. Jordan) الذي عُيّنت فترة خدمته لتكون في العراق، فبدأ بكتابة يومياته، وكان يوجهها إلى ابنه الصغير، مضمناً إياها كل أحاسيس الحب، إضافة إلى النصائح كي يكون مواطناً صالحاً وإن كان يتيم الأب. قي الوقت ذاته يسلّط الفيلم الضوء على حياة زوجته “Dana Canedy” (Chanté Adams) وهي من كبار المُحررين في جريدة “New York Times“، وكيفية استمرارها خلال فترة غيابه.

فيلم “A Journal for Jordan” هو ترجمة مؤثّرة عن مدى أهمية العائلة وروابطها، فهو يروي قصة حب مميزة نشأت بين شخصين مختلفين هما “Charles” و”Dana“، حيث التقيا المرة الأولى في غرفة معيشة منزلها، إذ كانت تربط “Charles” بوالدها علاقة وطيدة.

بشكل فوري انجذبا إلى بعضهما البعض، على الرغم من اختلاف شخصياتهما، فهي ذات شخصية ديناميكية وطلِقة، بينما هو شديد الهدوء، مُلتزم بمواعيده، وقد كان أقرب منها إلى والدها.

وتطورت العلاقة لتصبح علاقة حب جميلة.

كانت “Dana” حاملاً عندما تم تحديد العراق كمكان خدمة “Charles“، فأعطته دفتراً لتدوين يومياته، ليصبح فيما بعد الملاذ الآمن له ووسيلة تواصله مع وطنه وأحبائه.

كتب أكثر من مئتي صفحة لإبنه المنتظر Jordan” (Jalon Christian)، محاولاً أن يحدّثه  في كافة المواضيع المختلفة، ابتداءً من طريقة معاملة المرأة واحترامها، وعدم الخجل من البكاء، فقال له “البكاء وسيلة لإزالة الألم والضغط، وهو لا يرتبط بمفهوم الرجولة أبداً”. كتب له عن تجربته الحياتية وعن أحلامه وتمنياته له، محاولاً ألاّ ينسى أي موضوع.

بعد مقتله في العراق، استلمت “Dana” أغراضه الشخصية ومن ضمنها دفتر يومياته، وحوّلته إلى رواية مضمّنةً إياها مقتطفات من الدفتر لكي تخبر ولدها عن أبيه وعن الحب الذي جمعهما، وكان كل فصل من الرواية يبدأ بـ”عزيزي جوردان” (Dear Jordan).

فيلم “A Journal for Jordan” هو قصة حب غير عادية جمعت بين أب وأم، فصلت بينهما مسافات بعيدة، غير أن الحب أبقى على الرابط المتين الذي جمع بينهما والذي استمر إلى ما بعد الموت.

كان هناك أمراً لافتاً فيما يخص هذا الفيلم، وهو الفرق الكبير بين نسبة التصويت لصالحه من قبل النقّاد السينمائيين من جهة، والمشاهدين من جهة أخرى. فكانت النسبة %41 مقابل %95 وذلك بحسب موقع “Rotten Tomatoes“.

فقد اعتبر النقّاد أن الرواية كانت أفضل من الفيلم في إيصال القصة والمغزى منها، بينما رأى المشاهدين أن الفيلم روى القصّة بشكلٍ جميلٍ ومؤثّر أدمعت له العيون، فمالت دفّة الميزان لناحية المشاهدين بشكلٍ لافت.

منال زهر

خبيرة في صناعة الأفلام وتسويق ما بعد الإنتاج. تحمل شهادة بكالوريوس في ادارة الأعمال والمعلوماتية الإدارية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى