سياسة

هل يُنتخب سجيع عطيّة نائباً لرئيس مجلس النوّاب؟

لم يحجب السّجال والتجاذب الشّكلي القائم حول انتخاب رئيس مجلس النوّاب، بعد الإنتخابات النيابيّة التي جرت في 15 أيار الجاري، الأنظار عن التنافس الواسع القائم بين مكوّنات البلاد السياسية حول منصب نائب رئيس مجلس النوّاب، والذي ينتظر أنْ يتم انتخابه مع رئيس المجلس في جلسة واحدة لم يُحدّد موعدها بعد.

وإذا كان انتخاب الرئيس نبيه برّي لرئاسة المجلس للمرّة السّابعة على التوالي أضحى أمراً مؤكّداً، في ضوء دعم الثنائي الشيعي وحلفاؤهما له، وأنّ الإختلاف هو حول عدد الأصوات التي قد ينالها في ضوء إبداء كثيرين معارضة ظاهرة لانتخابه، فإن نائب رئيس المجلس يبدو المنصب الذي يتنافس عليه أكثر من مرشّح وجهة.

فمنصب نائب رئيس مجلس النوّاب المُخصّص عرفاً لطائفة الروم الأرثوذكس، كما الحال بالنسبة لمنصب نائب رئيس مجلس الوزراء المُخصّص أيضاً لها، تتحدث معلومات عن وجود خمسة مرشّحين له تتفاوت حظوظهم بين واحد وآخر، إنّما من غير أن تحسم الإتصالات إسم المرشّح الأوفر حظّاً، والذي يُنتظر أن تكشفه الأيّام القليلة المقبلة.

هؤلاء المرشّحين الذين تتداول الأوساط السّياسية والإعلامية بأسمائهم هم الياس بو صعب، الفائز عن دائرة جبل لبنان الثانية ـ المتن، وهو مرشّح التيّار الوطني الحرّ؛ وغسان حاصباني الفائز عن دائرة بيروت الأولى، وهو مرشّح القوات اللبنانية.

وإذا كان بو صعب وحاصباني مرشّحين حزبيين، فإنّ أسماء المرشّحين الثلاثة المتبقين مستقلة، وهم: ملحم خلف الفائز عن دائرة بيروت الثانية، وهو مرشّح نوّاب المجتمع المدني أو التغييرين؛ وغسان السكاف الفائز عن دائرة البقاع الثالثة، البقاع الغربي وراشيا، وهو مستقل يمتلك مروحة علاقات واسعة؛ وأخيراً سجيع عطية الفائز عن دائرة الشّمال الأولى ـ عكّار، وهو مُقرّب من نائب رئيس مجلس الوزراء السّابق عصام فارس، وتسلم في مرحلة زمنية معينة منصب مدير مكتبه.
ترشيح عطية للمنصب جاء من قبل زميله في كتلة “إنماء عكّار” النائب وليد البعريني، إذ اعتبر أنّ “من حقّ عكّار أن تتمثّل في موقع أساسي”، ورأى أنّ عطية “ليس طرفاً في الصراع الحاد، وهو إبن أكثر مناطق لبنان حرماناً، ويُدرك الحاجات التشريعية المطلوبة بهدف تحسين الأوضاع ومعالجتها، ودوره سيكون أساسياً في هذا المجال”.

أعقب ذلك إعلان عطية أنّه “جاهز لأيّ مسؤوليّة يتم اختياري لتولّيها”، بعدما كان قد أكّد بأنّه سوف يمنح صوته للرئيس برّي في انتخابات رئاسة المجلس، ومشدّداً على “أنّنا مستقلّون عن الأداء السّياسي السّابق، لكن لسنا مستقلّين عن الدّور المنتج للحدّ من ضغط الأزمة السّياسيّة والإقتصاديّة في هذه المرحلة”، ومشيراً إلى أن “يدنا ممدودة للجميع”.

رئيس مركز الإحصاء والدّراسات الإستراتيجية الدكتور إيليا إيليا رأى في تصريح لـ”أحوال” أنّ “كلّ نائب أرثوذكسي خارج الإصطفافات السّياسية القائمة هو مرشّح للمنصب، ويمكن أن يتمّ التوافق، إنّما بشروط، وهي أن يمتلك حيثية شعبية وسياسية ما، وأن يحظى بدعم جهات سياسية”.

وأشار إيليا إلى أنّ عطية “يحظى بدعم من عصام فارس، سياسياً أو معنوياً، وأنّه مرن ودمث وقادر على تدوير الزوايا، ويملك هامشاً من حريّة الحركة بين التيّارات والأحزاب السياسية القائمة، كما أنّه ليس عنده خصومة سياسية مع أحد من الأطراف السياسية الرئيسية، ما يُسهّل مهمة إنتخابه إذا تمّ التوافق على إسمه، أو سواه من المرشحين الشبيهين به، كمخرج من الإنقسام الحاد بين عدد من المرشّحين حول المنصب”.

واعتبر إيليا أنّه “إذا جرى انتخاب عطيّة نائباً لرئيس مجلس النواب فإنّها ستكون المرّة الأولى التي يتم فيها وصول شخصية عكّارية لهذا المنصب، وسيعزّز من وضع الأرثوذكس في عكّار الذين هم في الأصل يحظون بثقل سياسي وشعبي وانتخابي هام”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى