انتخابات

تقسيم النواب الجدد على المحاور: حسابات خاطئة وتضليل متعمّد

يتعامل بعض الإعلام مع نتائج الإنتخابات بخفة لا متناهية، يقسّمون النواب الفائزين بين المحاور بحسب أهوائهم، فيعتبرون مرّة أن التيار الوطني الحر خسر خسارة مدوية، ومرّة يحتسبون كل النواب المستقلين ونواب لوائح الثورة الى جانب نواب القوات اللبنانية والحزب الإشتراكي وبقايا 14 آذار، فيعلنون أن الأكثرية تبدّلت بوجه المقاومة.

يتعامل هذا الإعلام بلا مسؤولية، بتحريض مباشر على فئات لبنانية واسعة، وكأن الحرب ستقوم قريباً بين المدافعين عن السلاح والمهاجمين له، يتحدثون عن رئاسة المجلس النيابي وكأنها ضاعت من الرئيس الحالي نبيه بري، حتى ذهب بعضهم الى اقتراح ترشيح شخصية غير شيعية الى المنصب، وكل هذا استخفاف واضح بعقول اللبنانيين، وبعضهم ذهب أبعد معتبراً أن 15 نائب سيغيّرون واقع المجلس، ويطردون البقية منه.

لن ندخل في تفاصيل الأعداد والأسماء، لكن موازين القوى داخل النيابي الجديد تؤكد حصول فريق 8 آذار والتيار الوطني الحر على 60 نائباً بالحدّ الأدنى، دون احتساب الشخصيات المستقلة التي لن تكون بصفّ أعداء سلاح المقاومة، ولعلّ كلام الفائز في الجنوب الثالثة الياس جرادة في مقابلة على قناة المنار خير دليل على ذلك.

لم تحصل قوى 14 آذار على الأكثرية، كما لم تحصل عليها قوى 8 آذار، والدفة ستميل بحسب مواقف النواب المستقلين، هذا بحال فرضنا أن ما يُعرف بنواب الثورة سيكونون الى جانب 14 آذار، وهذا الواقع الجديد بالمجلس يفترض مد اليد للحوار والتفاهمات، لا بناء المتاريس قبل الدخول الى الندوة البرلمانية.

من غير المقبول تجييش اللبنانيين بعضهم على بعض بهذه الطريقة، ويجب التعاطي بمسؤولية مع المرحلة المقبلة التي تحمل الكثير من التحديات، وقبل إظهار العنتريات فليدخل النواب الجدد الى المجلس ويُعلنوا مشروعهم بوضوح، وعندها يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى