سياسة

لسان حال وليد جنبلاط و”العرفان التوحيدية”: تحمّسنا !

على بُعد ما يقارب الشهرين من موعد الاحتفال المعتاد الذي تقيمه في نهاية كل سنة لتخريج الطلاب المتفوّقين في الامتحانات الرسمية، “تحمّست” مدرسة “العرفان التوحيدية” واختارت يوم السابع من أيار 2022 لتكرّم طلابها، وهي التي ما اعتادت على مثل هذه الخطوة إلا بعد صدور نتائج الامتحانات الرسمية، لتتغنّى بتحقيقها نسبة نجاح 100% على صعيد فروعها الـ5 الموزعة بين السمقانية، صوفر، حاصبيا، راشيا والبساتين.

متذرّعة بـ”اليوبيل الذهبي” لهذا الصرح التربوي، وموجّهة رسالة تهديد لأهالي طلابها بوجوب الحضور تحت طائلة اتخاذها “إجراءً إداريًا” بحقهم، أقامت “مدرسة العرفان التوحيدية” احتفالها المركزي، بحضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط، النواب مروان حمادة، جورج عدوان، نعمة طعمة وغيرهم، وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الدكتور سامي ابي المنى، رئيس الاركان اللواء أمين العرم وعدد من السفراء.

وكون هذا الاحتفال “صودف” حدوثه قبل أسبوع واحد من موعد الاستحقاق الانتخابي في لبنان، اقتنص جنبلاط الأب الفرصة و”تحمّس” مجددًا، فألقى كلمة أطلق من خلالها سهامه في وجه الخصوم، ربما بعدما شعر بالخطر من خسارة مقعد نيابي في الانتخابات المقبلة، والله أعلم!

غير آبه بالصمت الانتخابي، استغل وليد جنبلاط منبرًا تربويًا لشد العصب الطائفي وتجييش جمهوره من جديد، داعيًا إياهم للاقتراع لصالح حزبه ومرشحيه، بحجّة مواجهة من يحاول “مصادرة القرار الوطني اللبناني المستقل”، كما استعان بـ”العمائم البيضاء” ليستميل أكبر عدد ممكن من الجماهير الدرزية، محاولًا الحفاظ على شعبيته ووجوده.

معذورٌ وليد جنبلاط، ومشروعٌ خوفه وقلقه قبل موعد الانتخابات النيابية؛ فهو الذي ما اعتاد يومًا على وجود منافس له في أرضه، استفاق فجأة من غفوته ليجد جمهورًا كبيرًا رافضًا لنهجه و”متحمسًا” لخيار أفضل منه؛ خيار من الشعب وللشعب وبعيد عن التوريث السياسي؛ خيار جديد ووجوه جديدة لم تسرق أموال الناس ولم “تتحمّس” وتفتعل حربًا اوقعت شهداء أبرياء؛ فكل ما يطمح له الشعب اليوم، هو بناء بلد حقيقي بمعزل عن زعماء الحرب الذي باستمرار نهجهم في الحكم، لا يسعنا سوى القول: على الوطن السلام!.

ياسمين بوذياب

ياسمين بوذياب

صحافية لبنانية، عملت كمراسلة ومحررة أخبار في عدة مواقع الكترونية إخبارية وفنيّة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى