إنتخابات عكّار: غياب “المستقبل” غير مؤثّر وخسارة متوقعة للائحة ميقاتي
كشف استطلاع للرأي أُجري في دائرة الشّمال الأولى (عكّار)، في 2 أيّار الجاري، ملامح استحقاق الإنتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيّار، سواء من حيث نسبة التصويت أم من حيث النتائج المتوقعة للمرشحين واللوائح الإنتخابية المتنافسة، أم من حيث المفاجآت التي من المتوقع أن تفرزها صناديق الإقتراع.
الإستطلاع الذي أجراه مركز الإحصاء والدراسات الإستراتيجية، كان خلاصة 3832 إستمارة وُزّعت على 125 بلدة وقرية في المحافظة الشّمالية النائية والمترامية الأطراف، التي يبلغ عدد النّاخبين فيها وفق لوائح الشّطب 309517 ناخب، مقابل 293071 ناخب كانوا مسجلين على لوائح الشّطب في دورة إنتخابات عام 2018.
وفي حين اقترع قبل 4 سنوات 136947 مقترعاً بنسبة مئوية بلغت 39.63 في المئة، فإنه يتوقع أن لا تنخفض نسبة التصويت كثيراً بين العكاريين، أو إقبالهم على صناديق الإقتراع بعد زهاء 10 أيّام، إذ أشار إستطلاع الرأي المذكور أنّه يتوقع أن يقترع 117469 مقترعاً، بنسبة مئوية تبلغ 37.92 في المئة، ما يعني أنّ المقاطعة في هذه الدائرة تكاد تكون معدومة.
إذ برغم أنّ هذه الدائرة التي تزيد فيها نسبة النّاخبين السنّة على 68 في المئة، خصّص لها قانون الإنتخابات 7 مقاعد نيابية موزعة بين السنّة (3 مقاعد) والأرثوذكس (مقعدين)، والموارنة (مقعد واحد) والعلويين (مقعد واحد)، وكانت تعدّ خزّاناً لتيّار المستقبل الذي هيمن في دورتي إنتخابات 2005 و2009 على جميع مقاعدها النيابية، وحصد في دورة إنتخابات 2018 خمسة مقاعد نيابية، فإنّ ذلك لم يكن كافياً لأن يتأثر ناخبو عكّار بدعوة الرئيس سعد الحريري وتيّار المستقبل إلى مقاطعة الإنتخابات.
يردّ رئيس مركز الإحصاء والدراسات الإستراتيجية والخبير الإنتخابي، الدكتور إيليا إيليا، في حديث لـ”أحوال” الأسباب إلى عوامل عدّيدة، أبرزها أنّ “التنافس في عكّار يأخذ طابعاً عائلياً وعشائرياً أكثر منه سياسيا أو حزبيا، إلا بنسبة ضئيلة، وأنّ تيّار المستقبل الذي ركب موجة العائلات حين دخوله إلى المنطقة، لم ينشىء فيها حيثية سياسية مستقلة له، وعندما انسحب من السباق الإنتخابي لم يكن تأثيره على الواقع الإنتخابي في عكّار كبيراً”.
وبحسب إستطلاع الرأي الآنف الذكر، فإنّ 3 لوائح فقط ستتمكن من تجاوز العتبة الإنتخابية في عكّار، التي تبلغ 16781 صوتاً، وهي عتبة تجاوزتها في انتخابات 2018 لائحتين فقط. أمّا اللوائح التي يتوقع أن تتجاوز العتبة الإنتخابية في الانتخابات المقبلة، وفق إستطلاع الرأي إيّاه، فهي لائحة “الإعتدال الوطني” (لائحة تيّار المستقبل سابقاً) التي ستنال 4 حواصل، ولائحة “عكار أولاً” (التيّار الوطني الحرّ وحلفاؤه) التي ستنال حاصلين، ولائحة “عكّار” (النائب السّابق طلال المرعبي والقوّات اللبنانية) التي ستنال حاصلاً واحداً.
غير أنّ هذه النتائج المتوقعة ليست نهائية، إذ يشير إيليا في حديثه لموقعنا إلى أنّ “النتائج المتقاربة بين لائحتي “عكّار أولاً” و”عكّار” تحديداً، حيث الفاصل بينهما لا يزيد على خمس نقاط، من شأنه أن يقلب النتائج في تبادل المقاعد بينهما، خصوصاً أحد المقعدين الأرثوذكسيين والمقعد العلوي، وفق سيناريوات عدّة ومعقدة لن يحسمها سوى النتائج النهائية التي ستفرزها صناديق الإقتراع”.
ما أشار إليه إستطلاع الرأي المذكور، كشف عن مفاجأة من العيار الثقيل، تتمثل حسب إيليا في “خسارة لائحة “الوفاء لعكّار” التي يدعمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والتي تضمّ منسق تيّار العزم في المنطقة هيثم عز الدين، إضافة إلى آخرين”، موضحاً أن “هذه اللائحة بالكاد ستحصل على 10 آلاف صوت تفضيلي، أيّ أقل من العتبة الإنتخابية بنحو 6 آلاف صوت”.
الخسارة المتوقعة لا تقتصر وفق إيليا على ميقاتي وتيّاره، بل “تمتد إلى القوّات اللبنانية التي تبدو كفّة خسارة مقعدها النيابي (إحتله في دورة الإنتخابات الماضية النائب وهبي قاطيشا)، وربحه متساوية، إضافة إلى لوائح المجتمع المدني التي لن يتمكن أيّاً منها من تجاوز العتبة الإنتخابية”.
عبد الكافي الصمد