انتخابات

علم الدّين يُربك لائحة ريفي ـ القوّات: إنسحب أم لم ينسحب؟

للمرّة الثانية، لمّح النائب عثمان علم الدين إلى إمكانية إنسحابه من الإنتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيّار المقبل، وعدم خوضها، ما أثار الكثير من التساؤلات حول أسباب تكرار علم الدين موقفه، وتأثيره على لائحة “إنقاذ وطن” المنتمي إليها، والتي تشكل تحالف الوزير السّابق أشرف ريفي وحزب القوّات اللبنانية ضمن دائرة الشّمال الثانية التي تضمّ طرابلس والضنّية والمنية.
المرّة الأولى كانت بعدما جرى إبعاده أواخر شهر آذار / مارس الماضي عن لائحة المتمرّدين على الرئيس سعد الحريري وتيّار المستقبل برئاسة النائب السّابق مصطفى علوش، وبالتنسيق مع النائب السّابق أحمد فتفت الذي شنّ علم الدين هجوماً قاسياً عليه، والتي سُمّيت لائحة “لبنان لنا”، معتبراً أنّ فتفت كان أحد الذين وقفوا وراء إبعاده، واختيار المرشّح أحمد محمود الخير المقرب من الأمين العام لتيّار المستقبل أحمد الحريري بديلاً عنه. يومها أعلن علم الدين أمام حشد من عائلته في المنية، قبل التحاقه بلائحة ريفي ـ القوات بأنّه “لن أمشي سوى بالخط السّياسي السّيادي إلى جانب الرئيس سعد الحريري، وأي قرار يتخذه بخصوص ترشيحي أنا ملتزم به، كما أنّني ملتزم قرار عائلتي، وأنّه بين القرارين لا قرار ثالث”، ومشيراً إلى صورة الحريري التي تتصدر صالون دارته بأنّها “لن تتزحزح من هنا”.
أمّا المرة الثانية فكانت قبل أيّام، عندما صرّح علم الدين ردّاً على سؤال في مقابلة صحافية حول احتمال إنسحابه من الإنتخابات النيابيّة كما تقول شائعات أم أنّه مستمر بالترشّح، فقال إنّ “إتصالاً مباشراً من الرئيس الحريري وحده هو من يقرّر موقفي النّهائي”.
أثار كلام علم الدين إرباكاً واسعاً في صفوف لائحة ريفي ـ القوّات، لم يخفّف منه مشاركته شخصياً في حفل الإفطار الذي أقامته القوّات اللبنانية قبل أيام في مقرّها بمعراب على شرف السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، لأنّ إنسحاب علم الدين من اللائحة يعني بأنّها ستخسر رافعة إنتخابية رئيسية لها، خصوصاً أنّ علم الدين الذي نال في دورة الإنتخابات السّابقة عندما كان على لائحة تيّار المستقبل 10221 صوتاً تفضيلياً في دائرت الصغرى المنية، تعتبر عائلته الأكبر في المنطقة، ويُقدّر عدد ناخبيها في لبنان والمهجر بنحو 3500 ناخب.
هذا التطوّر دفع رئيس مركز الإحصاء والدراسات الإستراتيجية والخبير الإنتخابي الدكتور إيليا إيليا، في تصريح لـ”أحوال”، إلى “توقع جدّي أن لا تتجاوز لائحة ريفي ـ القوّات العتبة الإنتخابية إذا انسحب علم الدين منها، وأن تخسر بالتالي الفوز بأيّ حاصل إنتخابي”.
وكشف إيليا أنّ “إستطلاعات الرأيّ الأخيرة أظهرت أنّ لائحة ريفي ـ القوّات ستتجاوز العتبة الإنتخابية، المقدّرة بقرابة 11250 صوتاً، بهامش ضئيل من الأصوات يصل إلى نحو 400 صوت، فإنّ إنسحاب علم الدين منها سيلحق بها ضربة كبيرة، وسيجعلها بالكاد تحصل على 10 آلاف صوت تفضيلي، وسيؤدّي ذلك إلى خلط أوراقها، وإلى تغيير الخريطة الإنتخابية في دائرة الشّمال الثانية بشكل كلّي”.
ومع أنّ أصوات لائحة ريفي ـ القوّات نفت لـ”أحوال” كلّ “هذه الشّائعات والمزاعم حول انسحاب علم الدين”، وأكّدت أنّ “العلاقة بين علم الدين وأعضاء اللائحة متينة جدّاً”، إلا أنّ مراقبين لا يستبعدون أن “يُقدم علم الدين على خطوة الإنسحاب إذا اتصل به الحريري لهذه الغاية، بهدف قطع الطريق على ريفي والقوات معاً ومنعهما من الفوز بأيّ مقعد نيابي في طرابلس، أو أن يُقدم علم الدين على الخطوة من تلقاء نفسه و”إهدائها” للحريري، من غير أن يطلب الأخير منه ذلك، في خطوة يريد علم الدين منها إبقاء شعرة التواصل قائمة بينه وبين الحريري، تحسباً لاستحقاقات إنتخابية أخرى”.

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى