مجتمع

عمليات السرقة في ذروتها وجماعات تهدد بـ”الأمن الذاتي” 

كل يوم تتناقل وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي خبرًا عن عملية نشل أو سرقة من قبل لص أو مجموعة لصوص في مختلف الأراضي اللبنانية، وهؤلاء اللصوص لا يتوانون عن سرقة أي شيء له قيمة ولو زهيدة، حتى لو كان مستوعبًا للنفايات، فالهدف السرقة لبيع المسروقات مقابل المال، الأمر الذي حوّل الليالي اللبنانية إلى أوقات موحشة تسودها الرعب والحذر، مع تعرض العشرات لعمليات طعن أو إطلاق نار بهدف سرقتهم، وتركهم ينزفون على قارعة الطرق، ما أدى إلى التزام المواطنين منازلهم خوفًا من الوقوع فريسة اللصوص.

الأجهزة الأمنية وعلى الرغم من الأوضاع المأساوية التي يمر بها أفرادها وعناصرها وضباطها لم تقف مكتوفة الأيدي وإنما تتحرك عندما يسجّل أي سرقة، وتنفذ المحاضر وتكشف على كاميرات المراقبة في مكان وقوقع الجريمة، وقد تمكّنت من توقيف عشرات اللصوص في مختلف المناطق اللبنانية وسوقهم للعدالة وفق ما أكّد مصدر أمني لـ”أحوال” .

وأشار المصدر إلى أن الأجهزة لن تتهاون مع من يقلق راحة المواطنين ويوحول أيامهم إلى مسلسل مقلق يعيوشنه كل يوم بسبب عدد من المتفلتين من الأمن والذين يظنون أن الساحة مرتعًا لهم ولأفعالهم الشنيعة.

وبعد تفاقم ظاهرة السرقة بدأت تظهر دعوات من أجل تشكيل مجموعات لتقوم مكان القوى الأمنية، حيث ظهرت دعوة لمجموعة أطلقت على نفسها اسم “هنا الضاحية” ، وعرفت عن نفسها بأنها مجموعة من شبان الضاحية الجنوبية لبيروت، وأنه وبسبب تلكّؤ سلطات الدولة في توقيف اللصوص وبسط الأمن، فإنها ستأخذ الأمور على عاتقها في حفظ الأمن والقبض على اللصوص الذين يتعرّضون يوميًّا للأهالي ويقومون بأذيتهم وسرقتهم، متوعّدين أي لص بالقصاص أمام أعين المارّة، وتعليقه على أعمدة الإنارة والجسور، وفق ما جاء في البيان.

وقال محمد وهو شاب يقطن في الضاحية أنه بعد مغيب الشمس لا يجرُأ هو وأفراد عائلته على الخروج من المنزل، إذ يسهر على الشرفة ليراقب دراجته وسيارته خوفًا عليها من أي لص، ويقول : أنا مستعد للتصدي لأيّ لص تسوّل له نفسه التقدم ناحية أهلي وممتلكاتي، لأن السلطات تخلت عن واجبها في قمع هذه الظواهر الشاذة التي أقلقت راحتنا.

من الواضح أننا في أصعب مرحلة تمُرّ على البلد منذ عقود، فالأمن والأمان أصبحا من الماضي، في ظل الخطر المنتشر في الشوارع، فاللصوص تسرح وتمرح على الدرجات النارية، تنزل بسرعة خاطفة، تضع مسدسا برأس الضحية وتسلبه كل ما يملك في غضون ثوانٍ، هذه المشاهد كنا نراها في الأفلام أو نسمع عنها في كولومبيا، لكننا بتنا نراها كل يوم في وطننا، والأخطر من ذلك أن يلجأ كل فرد إلى حماية نفسه بيده، الأمر الذي قد يحول المناطق إلى ساحة اقتتال، ويفجر الواقع المجتمعي في لبنان.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى