العقوبات على باسيل دفعت طوق مجدداً إلى لائحة المرده؟
كل المؤشرات في دائرة الشمال الثالثة (أو دائرة الشمال المسيحي) كانت توحي بإمكانية حصول مفاجأة ما على صعيد تشكيل اللوائح التي ستنتهي مهلة تسجيلها، أي دوائر وزارة الداخلية منتصف ليل الأثنين في الرابع من نيسان الربيعي بامتياز، أي قبل أربعين يوماً على إجراء الإنتخابات في الخامس عشر من آيار المقبل.
ولأن تركيبة اللوائح ستكون لها الكلمة الفصل في حسم الأحجام التي سيحصّلها كل فريق، فقد ظهرت بوادر في الساعات القليلة الماضية، كان موقع “أحوال” على تماس مع من يضعون اللمسات الأخيرة على الشكل والمضمون فيها، تؤشر إلى أن المرشح عن قضاء بشري ملحم (ويليام) جبران طوق قد رسى أخيراً على شط تيار المرده في بنشعي، الذي أعلن أسماء مرشحيه عند الخامسة من بعد ظهر أمس الأحد، بانتظار تسجيل اللائحة في اليوم الأخير للتسجيل.
فبعد عملية اخذ ورد طويلة ومعقدة كان يتجاذب فيها المرشح البشراوي المؤهل أكثر من سواه لخطف أحد مقعدي القضاء من حزب القوات اللبنانية، فالفرق بينه وبين المقعد الذي حلّ فيه النائب جوزيف اسحاق في انتخابات العام 2018 هو 1341 صوتاً من الأصوات التفضيلية، ولذلك كان هناك تركيز من جميع اللوائح (باستثناء لأئحة القوات اللبنانية)، على إمكانية جذب هذا المرشح الدسم الذي حقّق في آخر انتخابات 4649 صوتاً تفضيلياً مع وجوده على لائحة تيار المرده حينها، فسمع عروضاً متفاوتة ومتقاربة من كلٍ من التيار الوطني الحر وحركة الاستقلال وتيار المرده الذي خاض معه تجربة 2018 التي لم تؤت ثماراً لإبن بشري والمنافس اللدود لإبنة عمه، زوجة رئيس حزب القوات النائبة ستريدا طوق جعجع.
فلماذا إختار ملحم طوق وفي اللحظات الأخيرة من تسجيل اللوائح، العودة بإتجاه لائحة المرده؟
سؤال تداولته العديد من الأوساط في الأسابيع والأيام والساعات الماضية، بالرغم من الكلام الذي كان قد تسرّب عن لسان مقربين منه منذ لحظة صدور نتائج إنتخابات العام 2018، وجاء فيه سراً وأحياناً علانية: “مصلحتنا (أي عائلة طوق)، هي مع التيار الوطني الحر”.
ولكن ماذا حصل ليعود طوق أدراجه إلى المرده؟
مصادر متابعة أكدت لـ “أحوال” أن العقوبات الأميركية التي تم فرضها منذ أشهر على رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، هي التي دفعت طوق بعيداً عن باسيل، نظراً لاستثماراته واستثمارات عائلته في أكثر من موقع غربي وخليجي”، وبالتالي فكان الذهاب مجدداً إلى المرده أفضل الحلول لأبن طوق.
وبحسم طوق مساره إلى جانب تيار المرده، فإن معطيات عدة ستتبلور على صعيد النتائج لصالح التيار الأخضر، وستمنحه راحة بال لأكثر من موقع في قضاءين هما زغرتا والكورة، عبر ثلاثة حواصل كما تؤكد مختلف الإحصاءات الإنتخابية التي تجريها مراجع موثوقة، في حين أنه ينافس على الحاصل الرابع مع لوائح التيار الوطني الحر وحركة الاستقلال وحزب القوات اللبنانية، والمسرح هنا سيكون حتماً قضاء الكورة الذي بات مفتوحاً على أكثر من إحتمال، والذي يضم ثلاثة مقاعد روم ارثوذكس، فيما الأقطاب الذين يتنافسون هم جميعهم من الطائفة المارونية.
واللافت في لائحة المرده، انها تضم ثمانية مرشحين من أصل عشرة مقاعد في الدائرة، فهي سمّت مرشحاً واحداً في البترون هو جوزيف نجم من أصل مرشحين إثنين، وكذلك الأمر في الكورة حيث كان لها مرشحين إثنين هما فادي غصن (مرده) وسليم سعاده (قومي) من أصل ثلاثة مقاعد، فيما إكتملت الصورة معها في قضاء زغرتا بثلاثة مرشحين هم: “طوني فرنجيه واسطفان الدويهي وكارول دحدح”، وإثنين في قضاء بشري هما: “ملحم طوق وروي عيسى الخوري”.
مرسال الترس