خيرات الشتاء كثيرة فهل يستفيد المواطن منها؟
خيرات الشتاء كثيرة فهل يستفيد المواطن منها؟
“شتوية” هذا العام كانت ممتازة، فمعدل مياه الأمطار مقارنة بالعام الفائت ارتفع، وبالتالي يمكن القول إن فصل الشتاء الذي شهد العديد من المنخفضات الجوية مصحوبًا ببرودة شديدة نوعًا ما أتى بالخير والمياه الوفيرة على الخريطة اللبنانية، فامتلأت الآبار الجوفية وتفجّرت في العديد من المناطق على شكل عيون وجداول، فهل نستبشر خيرًا بالأرقام المسجّلة لسنب الأمطار، بعد العديد من الأصوات التي علت حول دخول لبنان في موجة تصحّر؟
نسب الأمطار لهذا العام ممتازة، هكذا عبّر المتخصص في الأرصاد الجوية الأب إيلي خنصير في حديثه لأحوال، لافتًا إلى أنها توازي تقريبا نسبتها العام الماضي حتى آخر آذار، وإذا حصلنا على أمطار إضافية في نسيان نكون قد وصلنا إلى نفس معدل العام الماضي، وأشار إلى أن تمركز الشتاء كان على السلسلة الغربية والمناطق الجنوبية بالدرجة الأولى، وبالدرجة الثانية يأتي البقاع الغربي والبقاع الأوسط، أما المناطق على السلسة الشرقية والبقاع الشمالي الشرقي فحملت النسبة الأقل من المياه مقارنة ببعض المناطق .
معدلات الأمطار جاءت كالتالي لهذا العام حتى أخر آذار:
زحلة 927,3 ملم السنة
بشري 935,7 ملم
بولونيا ضهور الشوير 1108,2 ملم
القبيات 918 ملم
الزعرورية إقليم الخروب 1208 ملم
طرابلس 1357 ملم
بيروت 1269 ملم
ونوّه خنيصر إلى أن الآبار الجوفية امتلأت وأصبحت تفيض للخارج، وبسهل البقاع الأرض أصبحت مشبعة بالمياه، كما أن نسبة الثلوج الموجود توازي نسبتها العام 2018و2019 ، وبفضل النسافات الكبيرة والضخمة المتراكمة وعند ذوبانها ستخرق الأرض وتغذي الآبار الجوفية لأقصى قدرة ممكنة خلال فصل الصيف.
ولفت خنيصر إلى أن القسم الأول من نيسان سيكون هناك نشاط بالمناطق المدارية في إفريقيا وهذا النشاط سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط حتى 12 نيسان، وسنرى ثلاث موجات حارّة في هذا التوقيت، مؤكّدا أن المنخضات الجوية لم تظهر حتى الآن على الخريطة بسبب ارتفاع الضغط الجوي في إفريقيا، ولهذا لن نرى شتاء في النصف الأول من نيسان، لكن من الممكن أن نرى بعد 13 نيسان إنخفاض في درجات الحرارة ونرى معها منخفضات جوية مصحوبة بكميّات من الأمطار.
فاضت السماء بالخير على أرض لبنان، وكميّات المياه لهذا العام ممتازة، ما يضحض فكرة التصحّر، فلبنان غني جدّا بالمياه، وربما يستطيع تغذية البلدان الصديقة، إلا أن فشل المشاريع المائية وسوء إدارة ملف المياه، لن يحسّن في استفادة المواطن من حصّته منها، وسنبقى نرى صهاريج المياه تسرح في شوارعنا، خصوصًا مع أزمة المحروقات أدّت لتوقف عشرات المضخات عن ضخ المياه من الآبار للمواطنين والمزارعين، فمتى تستفيق السلطة ووزارة الطاقة والمياه إلى أننا نمتلك ثروة توازي بأهميتها الثروة النفطية، نهدرها عن سابق تصور وتصميم؟