لأول مرة.. سلالة “يوسف بك كرم” في زغرتا خارج السباق الإنتخابي!
فوجئ المواطنون اليوم في زغرتا وقضائها ودائرة الشمال الثالثة (المتعارف عليها تسمية بدائرة الشمال المسيحي)، بإعلان المرشح سليم يوسف بك كرم، سليل البطل اللبناني يوسف بطرس كرم الأهدني، المولود عام 1823 أنه قدم طلب سحب ترشيحه من الانتخابات النيابية المقررة في الخامس عشر من آيار المقبل.
والمفاجأة أتت من أن آل كرم (وتحديداً سلالة البطل يوسف كرم)، هي مشاركة في الإنتخابات النيابية منذ الإستقلال وحتى انتخابات العام 2018، وبالتالي فإن انسحاب مرشحها يُعد سابقة في هذه العائلة التي شاركت في تمثيل قضاء زغرتا – إهدن منذ ما قبل الإستقلال.
فما هي الخلفيات التي دعت النائب والوزير السابق سليم كرم لسحب ترشيحه؟ هو نفسه أجاب على هذا السؤال حين أعلن أنه سيعقد لقاءً خلال اليومين المقبلين يشرح فيه لقاعدته الشعبية اسباب ترشحه للانتخابات النيابية واسباب انسحابه من السباق الانتخابي.
ولفت سليم يوسف بك كرم في بيان له الى انه “تقدم بترشيحه ليس حباً بالمقعد النيابي، بل من اجل إحداث تغيير لأن الأوضاع باتت غير مقبولة والمواطن يدفع ثمن الاخطاء التي ارتكبتها المنظومة الحاكمة”، مشيراً الى انه “قرر الانسحاب اعتراضاً كون هذا القانون صيغ على ما يبدو من اجل ايصال بعض الاشخاص وعلى قياسهم”.
واوضح انه “وجد خلال مفاوضات تركيب اللوائح، ان العين على اصواته لتأمين الحاصل من اجل وصول من يرغبون به، بحيث “نشكل فقط رافعة للوائح، وهذا امر لن نقبل به ولا تقبل به قاعدتنا الشعبية، وكأنهم يقولون لنا اعطينا اصواتك واقعد ببيتك”.
واعرب كرم عن اسفه كون السرقات مستمرة في الدولة، وآخرها عدم اعادة رسم الترشيح لمن يرغب بالانسحاب قبل نهاية المهلة القانونية المعطاة للانسحابات، مضيفا: “كنت قد ترشحت عن المقعد الماروني لدائرة الشمال الثالثة قضاء زغرتا للانتخابات النيابية المقبلة، استكمالاً لمسيرتنا التاريخية، رغم ان الترشح جاء في ظل قانون معقد من حيث اللوائح والتحالفات”.
وتابع: “وأخيراً، أخذت القرار بالعزوف عن الترشح والتوقف عن خوض الانتخابات المقبلة، متمنياً ان استرد مبلغ الترشيح، بعد ان كان يُسترد، لأهبه لبعض المحتاجين، فتفاجأنا بالرغم من اننا ضمن المهلة القانونية، ان المبلغ لا يُسترد”.
وحول هذا الموضوع، اوضح كرم ان محاميه ابلغه انه لا يمكن استرداد مبلغ الثلاثين مليون ليرة لبنانية، رغم ان سحب ترشيحه هو ضمن المهلة القانونية، ما يشكل برأيه سرقة موصوفة، موضحاً انه كان “يريد استعادته لتوزيعه على المواطن الموجوع والمخنوق بفعل الاوضاع الراهنة في ظل هكذا طبقة حاكمة”.
وختم كرم حديثه بالاشارة الى ان “احفاد يوسف بك كرم معروفون بوطنيتهم واخلاقهم ووفائهم لايصال لبنان الى بر الامان، الا ان الامور عند البعض باتت اليوم معكوسة”.
تجدر الإشارة إلى أنه وعلى هامش الإتصالات الجارية لتأليف اللوائح، كان تردد اكثر من مرة أنه جرت إتصالات بين كرم وبين القيادة العليا في تيار المرده من اجل الإنضمام إلى لأئحة التيار، ولكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، مع التذكير بأنهما كانا قد تحالفا في انتخابات العام 2018.
كما نشرت بعض وسائل التواصل الإجتماعي أن إتصالات جرت بين سليم بك وحزب القوات اللبنانية في سياق البحث عن تحالفات، ولكن تلك الأخبار لم تتأكد من مصادر موثوقة.
وبذلك تكون هذه العائلة خارج السباق الإنتخابي منذ سبعة عقود ونصف، في حين أن العميد المتقاعد فايز كرم الذي ما زال مرشحاً في القضاء وينتظر ان يكون أحد اعضاء لائحة التيار الوطني الحر في الدائرة، فهو لا يمت بصلة نسب من الدرجات الأولى إلى العائلة المشار إليها.
مرسال الترس