الطقس والوقود يشلاَن “المدارس والحياة” في بنت جبيل ومرجعيون
أقفلت معظم المدارس والثانويات الرسمية والخاصة في بنت جبيل ومرجعيون أبوابها، بسبب الطقس العاصف، وتساقط الثلوج ابتداء من 700 متر، ولكن هذه المرة بعد نفاذ المازوت والحطب من معظم منازل القرى الجنوبية النائية.
توقفت محطات الوقود عن بيع المازوت والبنزين بسبب ارتفاع الدولار، أو ربما الخوف المسبق من ارتفاع ثمن المحروقات، والنتيجة انقطاع المادة عن المواطنين، ويلفت المدرّس حسن عواضة (الخيام) الى أن “المدارس لم تعد قادرة على تأمين التدفئة للتلاميذ، بسبب نفاذ المازوت وارتفاع ثمنه، إضافة الى أن ادارات المدارس تستغل أي سبب لاقفال المدارس، للتخفيف من الأعباء المالية عن كاهلها وكاهل المعلمين، الذين يتغيبون بشكل مستمر بسبب عدم القدرة على دفع ثمن وقود سياراتهم”.
أما الأهالي فقد اضطروا الى الاستسلام للبرد القارس، وبعضهم قصد الأحراج لقطع الحطب اليابس، لكن المثير هو لجوء عدد من تجار الحطب الى قطع الأشجار الحرجية من محمية الحجير وأحراج بيت ليف ورميش، وقد أشار أحد أبناء المنطقة الى أن “توقف مأموري الأحراج عن العمل بسبب الأوضاع الاقتصادية الخانقة والأجور المتدنية، أدى الى زيادة اعداد المعتدين على الأشجار”.
ويلفت المزارع أحمد سويدان، الى أنه “شاهد عدد من أبناء المنطقة المعروفين، يقطعون الأشجار المعمرة، ويتحدث البعض عن أن بعض المكلفين بحماية الأحراج باتوا يغضون أبصارهم عن ما يحدث، لا سيما بعد نفاذ المازوت من المنازل”.
تشكو فاطمة قطيش (حولا) من أن “اقفال المدارس بسبب الطقس العاصف، شكّل مشكلة كبيرة للأهالي، لأنهم غير قادرين على اشعال المدافئ في منازلهم لتدفئة أولادهم”، وتطالب “بضرورة تحرّك المعنيين وكل من يدعي الحرص على الأهالي، بالتحرك الفوري لمواكبة حاجات الناس الملحّة، والتعويض عن الأضرار التي لحقت بالمزارعين بسبب الطقس العاصف”. وينتقد أحمد مرتضى (عيتا الجبل) المنظمات والجمعيات التي تعمد الى توزيع المساعدات للأهالي، فيقول “لقد تم تقاسم غنائم المساعدات، وتوزيعها على المنتفعين دون التدقيق بالأسماء”.
كل ذلك في الوقت الذي تشهد فيه منطقة بنت جبيل ومرجعيون انقطاعاً متواصلاً للتيار الكهربائي، الأمر الذي أدى الى تقنين ساعات التغذية بالكهرباء من المولدات الخاصة، أو تلك التي تديرها البلديات “بسبب شحّ مادة المازوت من جهة، والتخفيف عن كاهل الأهالي من عبء الفواتير المرتفعة من جهةٍ أخرى”.