منوعات

اجتماع بعبدا نسف “ورقة” هوكشتاين وكرّس مفاوضات الناقورة

مصدر مطلع: البيان الرئاسي منح المقاومة حق الدفاع.. "إسرائيل" ستعُد للألف

أسقط البيان الذي خرج عن اللقاء الرئاسي في بعبدا اليوم الحديث عن “تسوية” بين الدولة اللبنانية والولايات المتحدة الأميركية و”إسرائيل”، حول ملف ترسيم الحدود البحرية، فأتى بيان اللقاء الرئاسي الثلاثي، ليُعيد ترسيم الموقف اللبناني ويخلط الأوراق ويستعيد التوازن إلى المعادلة التي حكمت النزاع على الحدود البحرية قبل زيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الأخيرة الى لبنان.

وعشية وصول سفينة حفر إلى حقل “كاريش” لبدء أعمال التنقيب عن النفط والغاز في المنطقة الحدودية، وقبيل زيارة مرتقبة للوسيط الأميركي وضغوط واشنطن على لبنان للرد على العرض الأميركي بشأن الترسيم، تداعى أركان الدولة الى اجتماع في بعبدا دعا إليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ضمّ الى جانب عون رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي. وتم خلاله درس اقتراح هوكشتاين وعرض نتائج ما توصلت اليه اللجنة التقنية التي درست الاقتراح والملاحظات والاستفسارات حوله للوصول الى موقف موحّد يضمن المحافظة على حقوق لبنان وسيادته الكاملة على حدوده البحرية.

ودعا اللقاء بحسب البيان الولايات المتحدة الأميركية الى الاستمرار في جهودها لاستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وفقاً لاتفاق الاطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة.

ووصف مصدر مطلع على الملف لـ”أحوال” البيان بالهام جداً وينطوي على رفض مهذب لطرح “هوكشتاين”، ودعوة لاستكمال المفاوضات الغير مباشرة في الناقورة كون اتفاق الاطار يتحدث عن حل النزاع من خلال المفاوضات غير المباشرة في الناقورة، ما يعني أن جميع مشاريع ومسودات التسويات والعروض التي طُرحت خارج مفاوضات الناقورة واليت رافقت زيارة الوسيط الأميركي كأنها لم تكن، وبالتالي نسف ورقة هوكشتاين التي قدمها للدولة اللبنانية، وكرس اتفاق الاطار والمفاوضات الغير مباشرة، وأكد أن كل العروض والاقتراحات المطروحة لن تبحث إلا في هذه المفاوضات في الناقورة.

ولفت المصدر الى التمسك المهذب بالدور الأميركي باستئناف المفاوضات، لكن ضمن مفاوضات الناقورة لا خارجها كما تريد واشنطن، والأهم في البيان بحسب المصدر ذكره عبارة “الاستقرار في المنطقة”، ما يحمل إنذاراً بأن تمادي “إسرائيل” بأعمال التنقيب سيؤدي إلى توتر على الحدود قد يجر الى حرب تُهدد أمن المنطقة، ويحمل تهديداً مباشراً أيضاً بمنح المقاومة حق الدفاع عن الحقوق اللبنانية في حال تم تجاوز الموقف اللبناني.

ويوضح المصدر أن عرض الوسيط الأميركي يتضمن خطاً بحرياً متعرجاً يسير وفق الخط 23 على الشاطئ وينحرف شمالاً ويقضم جزءاً من بلوك رقم 9 ونسبة ثلث البلوك رقم 8، وبالتالي يقضم مساحة مهمة من المنطقة الاقتصادية الواقعة ضمن الحقوق اللبنانية.

ورجح المصدر أن يدخل ملف الترسيم في دائرة الجمود وأن يلغي هوكشتاين زيارته المرتقبة الى لبنان بعد الموقف اللبناني الذي خلط الأوراق وأكد على الحقوق اللبنانية ورفض العرض الأميركي الأخير. ورجح المصدر نفسه أن يعيد العدو الإسرائيلي حساباته ويعد للألف بشأن بدء سفينة الحفر أعمالها في البلوكات المشتركة بعد وصولها الى حقل “كاريش” منذ أيام، لألا يؤدي ذلك الى توتر عسكري على الحدود لا يريدها بعد موقف لبنان الذي يتكامل مع موقف المقاومة.

ويربط المصدر بين التحول في موقف رئاسة الجمهورية والموقف اللبناني عموماً، وبين موقف حزب الله الذي أعلنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والذي تضمن رفضاً قاطعاً لاقتراح هوكشتاين الذي اتهمه بأنه يريد ابتزاز لبنان والضغط عليه للقبول باقتراحه المفخخ لقرصنة حقوق لبنان لصالح العدو الإسرائيلي، إضافة الى تهديد رعد المبطن للعدو بقوله إن “الاسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”.

في المقابل تشير أوساط أخرى معنية بالملف لـ”أحوال” الى أن “البيان الرئاسي يشوبه الالتباس وغير واضح، فلم يُشِر الى الرسالة التي أرسلها لبنان الى الأمم المتحدة ولم يطلب تفعيلها والتي تؤكد بأن حقل كاريش متنازع عليه، وكذلك لم يطلب تعديل مرسوم تعديل الحدود البحرية 6433 لإعادة المفاوضات الى سقف الخط 29 بعدما تم ربط عرض هوكشتاين بالخط 23 كخط تفاوضي”.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى