أحزاب سوريا في لبنان تُربك حلفاءها بانتظار القرار السوري
في مواجهة حالة الأرباك التي تشهدها قوى الرابع عشر من آذار، من الضروري التوقف عند أخرى تطال الأحزاب القريبة إلى سوريا من قوى الثامن من آذار، لا سيما حزب البعث والحزب السوري القومي الاجتماعي، لكن اللافت في الحالتين هو توجيه الاتهامات “الضمنية” إلى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بالوقوف خلفها.
بالنسبة إلى القومي، حاولت دمشق، منذ ما قبل الاستحقاق الانتخابي، العمل على معالجة الخلافات بين الجناح الذي يرأسه النائب أسعد حردان والأخر الذي يرأسه ربيع بنات، إلا أنها لم تنجح في هذا المجال، الأمر الذي أظهر ترشيحات متضاربة بين الجانبين.
أبرز هذه الترشيحات قد يكون في دائرة الشمال الثالثة، حيث يدعم حردان ترشيح النائب سليم سعادة عن المقعد الأرثوذكسي في الكورة على لائحة تيار المردة، بينما يدعم الجناح الآخر ترشيح وليد عازار على لائحة التيار الوطني الحر، الأمر الذي سيحول دون فوز أي مرشح منهما، بسبب انقسام الأصوات التفضيلية بينهما.
بالنسبة إلى البعث، التعبير الافضل عن هذا الواقع يتعلق بالمقعد الشيعي في دائرة بعلبك الهرمل، نظرا إلى أن دمشق تملك القدرة على تسمية المرشح إليه على لائحة الثنائي الشيعي.
منذ البداية، سارع أمين عام الحزب علي حجازي إلى إعلان ترشحه عن هذا المقعد، الذي كان يشغله النائب جميل السيد، بينما لم يكن الأخير يعمد إلى إعطاء موقف حاسم من هذا الأمر، قبل أن يتم الإعلان عن ترشيحه في اليوم الأخير، علماً أن المعلومات تكشف عبر أحوال أن السيد ترشح منذ أسبوع على الاقل.
قبل ذلك، كان النائب السابق عاصم قانصو قد عمد إلى الإعلان عن ترشحه أيضاً، إلا أن اللافت كان إشارة قانصو، الذي لم يكن راضيا على تسمية حجازي أمينا عاما للحزب، إلى أمرين: الأول هو رفضه تدخل السفير السوري في شؤون الحزب في لبنان، أما الثاني فهو ربط انسحابه من المعركة بقرار من الرئيس السوري بشار الأسد و قيادة حزب الله.
وفي حين تتحدث بعض المعلومات عن قرار سوري بضمان مقعد النائب أسعد حردان، تحديدا من اللواء علي مملوك، تشير أخرى إلى أن حسم اسم المرشح عن مقعد سوريا في بعلبك الهرمل يتطلب قرارا واضحا من دمشق، لناحية دعم اي من المرشحين الثلاثة: حجازي، القريب من مملوك، السيد القريب من بثينة شعبان، وقانصو، وتؤكد أن حزب الله لن يعترض على التسمية التي ستأتي من داخل الأراضي السورية.
محمد علوش