انتخابات

تأليف اللوائح في صيدا – جزين ينتظر التحالفات

احتمالات عدّة أمام جمهور “تيار المستقبل” في دائرة صيدا – جزين بعد القرار النهائي بعدم خوض “تيار المستقبل” الانتخابات اللبنانية، كيف سيتعامل جمهور التيار مع الاستحقاق لجهة الاستنكاف والمقاطعة، أو دعم ترشيح مقرب أو ترك حرية الاختيار للناخبين أنفسهم.

حتى اللحظة لم تتضح الصورة وخاصة عن أحاديث باتت تتردد في المجتمع الصيداوي عن انقسام انتخابي داخل التيار بعد استقالة نائب الرئيس مصطفى علوش، ودعوة الرئيس فؤاد السنيورة الى عدم المقاطعة السنّية وترك الساحة السياسية، في وقت يدعو الأمين العام أحمد الحريري إلى الالتزام بالقرار من دون أي التفاف.

وتردد أن المهندس يوسف النقيب قد يترشح عن أحد المقعدين في مدينة صيدا وهو كان قد تولى الماكينة الانتخابية لـ “تيار المستقبل”، وله علاقات اجتماعية واسعة ومسيرة ناجحة في الحقل العام سابقاً والاجتماعي حالياً على رأس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في المدينة، ومن شأن هذا الأمر أن يعيد خلط الأوراق الانتخابية والتحالفات.

بالمقابل ارتفعت بورصة الترشيحات حيث أعلن الناشط الإجتماعي وليد السبع أعين قراره بخوض الانتخابات، تحت شعار “سنتابع الطريق”، قائلاً: “لا شكّ في أنّي لستُ المثالي ولستُ مِن الذين يلهثون وراء منصب هو تكليف ومسؤولية، إنّما نزولًا عند تمني البعض القليل من الأصدقاء والمقرّبين الذين يرغبون بالتغيير، قررتُ أن أخوض هذه التجربة الديمقراطية من دون استفزاز أحد، وأن أستطلع آراء مَن سأمثّل من أهلي الكرام قبل تقديم الأوراق اللازمة للداخلية، فبرنامجي ليس من نسج الخيال بل هو واقعي جدا وسأعرضه لاحقاً، وبالتأكيد سأضع يدي بيد الفائز الآخر أيّاً كان، فور صدور النتائج لخدمة المدينة إذا حالفني الحظ في 15 أيار بإذن الله”.

وعلى الرغم من أن التحالفات لم تتضح بعد، إلا أن اول التحالفات نضج على خط الحراك الاحتجاجي “ثوار 17 تشرين”، حيث جرى الاتفاق على لائحة متكاملة أطلق عليها اسم “لائحة التغيير” وتضم عن صيدا الناشطين اسماعيل حفوضة والشيخ محيي الدين عنتر عن المقعدين السنّيين، وعن جزين العميد جوزيف الأسمر عن المقعد الماروني والدكتور روبير الخوري عن المقعد الكاثوليكي ومارونياً آخر من محامي القضاء يعلن عنه لاحقاً بعد الجوجلة.

وأوضح المرشح عنتر ان اللائحة عبارة عن تفاهم أولي، وقررت اطلاق اسم “لائحة التغيير” تماشياً مع قناعاتها ومبادئها، وستخوض المعركة الانتخابية بنكهة ثورية خالصة ضد كل قوى السلطة، وستكون تجربة فريدة ومميزة لاستمزاج رأي الشارع والناخب الذي صب جام غضبه على المسؤولين بعد الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة، ونأمل في أن نحقق الهدف في اطلاق عجلة التغيير.

أما بشأن تحالفات القوى الأخرى، وخاصة النائب الدكتور أسامة سعد والدكتور عبد الرحمن البزري والمسؤول السياسي لـ “الجماعة الإسلامية” الدكتور بسام حمود، فإن المراوحة هي سيدة الموقف بانتظار جلاء المشهد، في حين ارتفعت بورصة الترشيحات في جزين وتتردد أسماء: العميد جميل داغر، كميل سرحال، الدكتور شربل مسعد والعميد صلاح جبران، ويتردد أن هناك احتمال تحالف الأمين العام لـ”التنظيم الشعبي الناصري” النائب اسامة سعد مع الدكتور عبد الرحمن البزري في تكرار لتجربة التحالف الثنائي في الانتخابات البلدية العام 2004، بعدما حسم سعد قراره بخوض الاستحقاق النيابي ضد قوى السلطة، ما يعني عدم التحالف انتخابياً مع الثنائي الشيعي خلافاً للمرات السابقة.

والتطور البارز في جزين تمثّل بحسم “التيار الوطني الحر” قراره بدعم ترشيح عضو تكتل “لبنان القوي” النائب زياد أسود واستبعاد النائب السابق أمل أبو زيد، حيث طلبت قيادة “التيار” من اسود تحضير أوراق الترشيح، هذا الترشيح زاد الدائرة تعقيداً في التحالفات الانتخابية، إذ يعني عملياً استبعاد التحالف مع حركة “أمل” و”حزب الله”، بسبب مواقف النائب أسود من الحركة ورفضه وضع فيتو عليه، وعلى قاعدة “ما حدا بيفرض على جزين مين بترشح، وانا منّي مكسر عصا ورموز التيار ما بيتساوم عليهم”، وفق ما نقل عنه.

أما “القوات اللبنانية” فقد حسمت قرارها دعم ترشيح المهندس سعيد الأسمر عن المقعد الماروني والدكتورة غادة أيوب بو فاضل عن المقعد الكاثوليكي الذي يشغله حالياً النائب سليم الخوري، وباتت المرحلة لنسج تحالفات انتخابية بعيدة من الأضواء.

ولن تتضح الصورة حتى الانتهاء من التحالفات وإعلان اللوائح الانتخابية في الدائرة الأكثر تعقيداً.

 

خليل العلي

خليل العلي

صحافي ومصور فلسطيني يعمل في مجال الصحافة المكتوبة في عدة وسائل إعلامية عربية وفلسطينية، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى