حلم تحسّن التغذية الكهربائية قد ينقلب كابوساً قريباً
بدأ شهر آذار ولا تزال الوعود بوصول الكهرباء الاردنية الى لبنان، والغاز المصري الى معملي الزهراني ودير عمار مجرد وعود، مع العلم أن المشروعات بداية كان يفترض ان يبصر النور نهاية العام الماضي، او في الشهر الأول من العام الجاري، الا ان التأخير في الاجراءات اللوجستية أولا، والقانونية ثانياً، أجّل المشروع حتى شباط، ثم آذار بعد رسالة أميركية ايجابية بشأن إمكانية الاستفادة من الغاز والكهرباء بعيداً عن مفاعيل قانون قيصر.
اليوم، لا يزال موعد بدء الاستفادة من الغاز والكهرباء غامضاً، لكن ما ليس غامضاً بحسب مصادر متابعة هو اقتراب انتهاء كميات النفط العراقي التي تُستعمل اليوم لانتاج الكهرباء، وبالتالي فإن ساعتي التغذية التي يحصل عليها اللبناني من الطاقة الكهربائية أصبحت مهددة.
تشير المصادر إلى أن الفيول العراقي قد يكفي حتى نهاية آذار، ومجلس الوزراء الذي يحاول شراء الفيول عبر البحر، قد لا يجد تجاوباً من مصرف لبنان الذي ينفق الدولارات بسبيل الإبقاء على سعر صرف الدولار مستقراً، وبالتالي فإن الوعود بتحسن التغذية الكهربائية قد تتبخر، وبدل التحسن سنشهد انقطاعاً للكهرباء بشكل كامل.
وهنا تسأل المصادر عن الدور الأميركي بتأخير وصول الغاز المصري والكهرباء الأردنية، مشيرة إلى أن الأميركي اقترح هذا المشروع بداية لأهداف سياسية، وها هو اليوم يعرقله لنفس الأسباب، والجديد اليوم هو الانشغال الأميركي بما يجري بين روسيا وأوكرانيا، وهذا ما يفرض على الجانب اللبناني طرق الابواب بقوة لتفادي كارثة كهربائية مقبلة على لبنان، فهل تتحرك وزارة الطاقة، أم أن شغلها الشاغل استنساخ خطط قديمة فاشلة، والبحث عن صفقات تمول مصاريف البعض الإنتخابية؟
محمد علوش