دائرة الجنوب الثالثة… “الإصلاحات الحزبية” أقصى طموح الأهالي
حتى الأن تبدو الانتخابات النيابية في دائرة بنت جبيل – مرجعيون غائبة عن أحاديث الناس واهتماماتهم، وكأن الاستحقاق لا يعنيهم، وأغلب الظن هو كذلك..
ثمّة أمور كثيرة تأخذ الحيّز الأكبر من اهتمامات الناس ونقاشاتهم، وهذا أمر طبيعي نسبة الى الظروف الاقتصادية القاسية… لكن هل لمصطلح “التغيير” من مكان في المخيلة وهل يبدو ذلك ممكناً؟
“نحن تسيطر علينا انتماءاتنا الحزبية، نسلّم بما يقرّرون بطواعية، ليس ثقة بصوابية خياراتهم، بل يأساً من عدم وجود خيار آخر يمكن له المنافسة ضمن مشروع المقاومة” يقول المواطن أحمد دروبي، ويبين أن “التغيير بحسب أغلبية المقيمين يجب أن يكون من الثنائي الشيعي وليس من أي جهة أخرى”.
يرفض عدد من طلاب المنطقة الجامعيين المشاركة في الانتخابات، هم أبناء الجيل الجديد، الذي استنبط أن التغيير أمر مستبعد، يناقش محمد ترمس فرضية وجود مرشح مستقل من أصحاب الكفاءة والسيرة الحسنة، لكن “هذا لا يشجع على المشاركة، لأننا نعلم النتيجة مسبقاً”.
ويؤكد على أن “الجميع سيلتزمون بخيار الحزب المقاوم، لكن همهم الوحيد أن يأتي التغيير من خلال تغيير الحزب لرؤيته الواقع، عليه أن يتصدى بقوة لمواجهة الفساد وجشع التجار”، ويشير الى أن “النيابة لا تعنينا، ومؤسسات الدولة الغائبة ولن تكون ملجأنا، وعلى الحزب المسيطر هنا أن يعلم أنه بات من واجبه مواجهة ما يحصل من انتهاكات لكرامات الناس وحقوقهم، سواء من التجار أو من النافذين”.
يذكر العديد من أبناء المنطقة حالات تعزز مطالبهم لحزب الله بضرورة التغيير في سياسته الداخلية، فيقول المواطن أيمن رضا “لم يتم العمل على مواجهة الانتهاكات الحاصلة خلال الأزمة، فأصحاب محطات الوقود الذين احتكروا الوقود وعملوا على بيعه في السوق السوداء، لم تتم مواجهتهم والتصدي لهم، وكذلك فإن مالك محطة الغاز الرئيسية في المنطقة يتلاعب علناً بأوزان قوارير الغاز، أما ما حصل ويحصل للعديد من المعلمين من مناقلات وتعيينات كيدية فإن الحزب قد أعلن عدم تدخله ومواجهته لها”.
ويعتبر فؤاد زين (45 سنة) أن “غياب أي دور لنواب المنطقة خلال الأزمة الحالية، أثار حفيظة الأهالي، وعند كل تحرك للمطالبة بوضع حد لما يجري من قبل المحتكرين وغيرهم، نسمع أجوبة أنه علينا اللجوء الى القضاء، مع علمنا وعلمهم أن القضاء لن يتحرك ولن يعيد الحقوق الى أصحابها، وأن الضغط السياسي والحزبي أو الشعبي الذي تديره الأحزاب قد يحسن واقع الحال”. ويؤكد زين على أن “المواجهة عبر الانتخابات لن تجدي نفعاً، الناس على تعاسة واقعهم، هم أوفياء لخيارات الحزب”، وبحسب زين فإن “الواقع لن يغير في نتائج الانتخابات المقبلة، بل على حزب الله تغيير الواقع”.
لم يظهر حتى الأن أي مرشح منافس بشكل فعلي للائحة الثنائي، باستثناء المحامي حسن عادل بزي، الذي أعلن على صفحته على الفيسبوك رغبته في الترشح بقوله “يبدو أنني متوجه للترشح عن أحد مقاعد دائرة الجنوب الثالثة في قضاء بنت جبيل تحت شعار “الإنماء ومحاسبة الفاسدين”، مع التأكيد على العداء الايديولوجي للعدو الاسرائيلي”.
عشرات المواطنون عبروا عن تأييدهم له، رغم أن بعض المتابعين نصح بزي “بالتروي والتفكير ملياً، قبل الغوص في غمار الانتخابات”. في الدائرة ذاتها أعلن حسين الشاعر، ابن بلدة السلطانية، رغبته في الترشح للمرة الثانية على التوالي، وعلّق صورة له أمام مكتبه الانتخابي على طريق عام البلدة، وقد عمد الى نشر جولة له الى عدد من دول الخليج العربي، عند لقائه عدد من أبناء الجالية من الذين أعلنوا تأييدهم لترشحه، كما نشر صور ما يقوم به أثناء تقديم مساعدات عينية من حرامات ومدافيء..، علماً أنه ليس من أصحاب رؤوس الأموال. ويشير الشاعر أن “حصوله على 1020 صوتا تفضيلياً، دون مساعدة أي جهة معارضة للثنائي الشيعي، شجعه على متابعة مشواره السياسي”، لافتاً الى أن “أصوات المؤيدين لتيار المستقبل وحزب القوات اللبنانية سوف تكون لمصلحته”، أما عن “المساعدات الاجتماعية”، فيقول أن “مكتب السيد الشيرازي هو الذي يقدم هذه المساعدات، وأصدقائي الشيرازيين في بعض الدول العربية ساندوني ونظموا لي زيارات الى الدول العربية للقاء المغتربين”. ويطمح الشاعر لقيام “تحالف بين المرشحين المعارضين للثنائي، ما يسمح بإمكانية حصول خرق أو أكثر في الانتخابات”.
علماً انه في الانتخابات الماضية فان اللوائح المعارضة في دائرة الجنوب الثالثة حصلت معاً على 34000 صوتاً، من بينها 5800 صوتاً للحزب الشيوعي و 4800 صوتاً لحزب القوات و 4000 صوتاً لمصلحة التيار الوطني الحر، اما الثنائي الشيعي فقد حصل على 192000 صوتاً.