منوعات

هل السنيورة بصدد الإنتقال من الحريرية إلى الميقاتية!

فوجئ المواطنون الذين تابعوا فعاليات الإحتفال بالذكرى السابعة لإستشهاد الرئيس رفيق الحريري على ضريحه قرب مسجد الأمين في ساحة الشهداء وسط بيروت، أن الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة قد قرأ الفاتحة على الضريح إلى يسار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فيما كان يُحسب من “عظام رقبة” أهل الشهيد ويرافق عائلته في مثل تلك المناسبات كأحد أفرادها. الأمر الذي دفع العديد من المراقبين إلى طرح التساؤلات عن الأهداف الحقيقية من وراء الخطوة في وقت خرج فيه الرئيس سعد الحريري وتياره من المشهدين السياسي والإنتخابي!
المعروف لدى الجميع أن الرئيس السنيورة قد إنطلق في حياته السياسية من كنف الرئيس الشهيد عندما بدأ يضع اللُبنات الأولى لكيفية دخوله المعترك السياسي في لبنان منذ ثمانينات القرن الماضي. ففي العام 1982 استعان به الرجل الذي بات من أغنى رجال الأعمال في العالم لمساعدته في إدارة وتوسيع إمبراطوريته التجارية. وعندما كٌلّف بتشكيل أولى الحكومات في لبنان عام 1992 عينه وزيراً للشؤون المالية، بعدما أسند لنفسه الوزارة الأهم في لبنان.(ويُقال حينها أنه تمنى على الرئيس نبيه بري غض الطرف باعتبار انها من حصة الشيعة وهي التوقيع الرابع في تراتبية المسؤوليات في التركيبة اللبنانية) وفي الحكومات اللاحقة عينه وزيراً أصيلاً للمالية، فبات يُمسك بكل مفاصل الدولة.إضافة إلى كونه رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مجموعة البحر الأبيض المتوسط التي تضم أربعة بنوك مملوكة للحريري الأب حينها.
بعد إستشهاد الرئيس الحريري في العام 2005 لم يجد “أهل القرار” أفضل من السنيورة في الموقع الثالث في الدولة بإعتبار ان الشيخ سعد الذي أُلبس عباءة والده لم يكن ملماً بتلابيب الحكم اللبناني كما يجب. ولكن ما ظهر لاحقاً في العام 2006 ولاسيما على هامش حرب تموز عادت الذاكرة بمن يعنيهم الأمر لماذا تم إسناد الكرسي الثالث له.
وقبل أن يغادر السراي الحكومي كان قد حجز لنفسه وبضوء أخضر من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري مقعداً نيابياً له عن مدينة صيدا لتوكل إليه رئاسة كتلة التيار الأزرق و”يتحكم” بتفاصيله وبالبيانات الصادرة عنه والتي تتعدى احياناً السقف المرسوم، لأن رئيس التيار منشغل بإدارة رئاسة الحكومة فاستطاع السنيورة تكوين حيثية داخل التيار لم يعد بالأمر السهل تخطيها، حتى كانت انتخابات العام 2018 والصوت التفضيلي لتأخذ الست بهية عمة الشيخ سعد دورها كاملاً في شؤون الكتلة حين يكون ابن شقيقها خارج لبنان.

اليوم ومع إعلان الرئيس سعد الحريري تعليق عمله السياسي والإنتخابي بدأت وسائل التواصل الإجتماعي بالحديث عن إمكانية ترشّح الرئيس السنيورة في العاصمة بيروت او في صيدا للملمة شظايا “التيار الأزرق” على خلفية تاريخه فيه تحت شعار إدارة التركة، ولكن مع حسم الحريري منع أي كان بالترشح ولو مواربة باسم “المستقبل”، ومن كان في التيار ورغب في الترشح عليه أن يقدم استقالته علناً. لوحظت حركة غير طبيعية
لـ “أمين المال” السابق تمثلت بظهور الرئيس السنيورة “ربما صدفة” الى جانب الرئيس ميقاتي في دار الفتوى لإستيعاب تداعيات غياب الحريري ومن ثم إلى يسار ميقاتي على ضريح الرئيس الشهيد، الأمر الذي ترك أكثر من إنطباع لدى المراقبين بأن يكون “إبن صيدا” الشغوف بالعمل السياسي وخلفياته، قد بدأ بحياكة دور ما في “تيار العزم” لأنه ليس من السهل عليه الجلوس في منزله أو في مكتبه بدون دور سياسي. فهل تصح توقعات المراقبين أم ان ما حصل كان “مجرد صدفة” وليس لها علاقة بأي ميعاد!
ومع تقلص المسافة عن مواعيد الإنتخابات ترشيحاً وتحالفات يترقب المتابعون خطوتان: الأولى ما هو المنحى الذي سيعتمده الرئيس ميقاتي لتعبئة الساحة مكان الحريرية السياسية، والخطوة الثانية ما هي الصورة التي سيطل من خلالها الرئيس السنيورة الذي سيصاب بالكآبة ربما، إذا لم يجد المكان المناسب في الحياة السياسية وهو الذي دوزنها في أكثر من مفصل.

مرسال الترس

اعلامي لبناني كتب في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى