الرياضة النسائية تنتشر في القرى الجنوبية: خطوة نوعية وجريئة
لم تقف العادات والالتزامات الدينية حائلاً دون انتشار الرياضة البدنية للنساء في أكثر من قرية وبلدة جنوبية، وبقليل من التفكير خارج السائد وبكثير من الحب والشغف، نشاهد اليوم آلاف المشاركات بالأنشطة الرياضية، فما هي قصة التحدي الإجتماعي الذي خاضه إتحاد بلديات جبل عامل وبعض الناشطين؟.
بعد إنتشار آفات اجتماعية شتى “لا سيما آفات التدخين والنرجيلة ومن ثم المخدرات”، قرر اتحاد بلديات جبل عامل التركيز على الأنشطة الرياضية، فبدأ منذ العام 2011 بتشكيل لجان رياضية في أكثر من 15 بلدة حدودية، ليصبح عدد المشاركين في العام 2017 أكثر من 4000 مشارك من مختلف الأعمار.
هذه الأنشطة الجميلة والصحية غابت عنها مشاركة النساء، لأسباب اجتماعية وتقنية، الأمر الذي دفع الاتحاد للمبادرة الى دعوة الشابات للمشاركة في أنشطة رياضية تتلاءم مع قدراتهن الجسدية، ولا تتعارض مع التقاليد والعادت الاجتماعية.
يقول مسؤول الانشطة الرياضية في الاتحاد بلال ياسين أن “مشاركة العشرات من النساء في رياضة المشي الذي نظمه الاتحاد في العام الماضي، جعلنا نبادر لإنشاء أندية رياضية نسائية، وفوجئنا لاحقاً بالعدد الكبير من الراغبات في المشاركة في الأنشطة الرياضية المختلفة، هذه المشاركة أدت الى استحداث خلية بشرية منظّمة لمتابعة الرياضة النسائية في المنطقة “ضمن الضوابط الدينية والاجتماعية”.
رئيس إتحاد بلديات جبل عامل علي الزين يشير الى أن “حماسة المهتمين ساهمت في وضع خطة رياضية متكاملة، بدأت نتائجها بمشاركة العشرات من الشابات في دورة اعداد مدربات، تخرّج منها 31 مدرّبة من مختلف بلدات الاتحاد، يساهمن الآن في تدريب العشرات من الشابات”، ويبين الزين أن “اقبال الشابات على المشاركة في الأنشطة المختلفة، شجع الاتحاد على تأمين ما يلزم لمشاركة الشابات في رياضات جديدة على المنطقة، منها رياضة ريشة الطائرة وكرة اليد وكرة الطائرة والسباحة، اضافة الى برامج ثابتة في اللياقة البدنية، بعد أن تم انشاء القاعات الرياضية المغلقة في العديد من بلدات الاتحاد، وهي قاعات كبيرة تصلح لممارسة أنواع مختلفة من الرياضة”.
ويشير الزين الى أن “الاتحاد حقق انجازاً هو الأول في لبنان، لناحية انشاء ملف رياضي متكامل للنساء، في بيئة محافظة، ساهم ويساهم في ترفيه ربات المنازل وتأمين الراحة النفسية لهن، وابعادهن عن الآفات الاجتماعية التي تغزو المناطق كافة”.
وتعتبر المدرّبة سحر ياسين أن “الرياضة النسائية سمحت بتخفيف الأمراض المتعلقة بالكآبة والديسك وساهمت اللياقة البدنية، في زيادة نشاط المرأة داخل المنزل وفي الأعمال التي تحتاج الى قدرات جسدية، إضافة الى مساهمتها في القضاء على الطاقة السلبية، وتدريب شابات المنطقة على كيفية المحافظة على الرشاقة وطريقة تحضير الطعام المناسب”.
والأهم من ذلك بحسب المتدربة رهام عبدالله هو “تناسب الأنشطة مع العادات والتقاليد، ومنها التدريب على الموسيقى، ما ساهم في زيادة أعداد المتدربات اللاّتي بتن يمارسن الأنشطة الرياضية بحماسة وانتظام داخل منازلهن وفي القاعات المخصصة لذلك”.