من هم المتضررون شمالاً من إنكفاء الحريري؟
سيجهد الكثير من المحللين والباحثين في سبر أغوار القرار الذي إتخذه زعيم تيار المستقبل، رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بتعليق عمله في الحياة السياسية في لبنان (والذي بدا واضحاً على قسمات وجهه أنه إتخذه مرغماً).
وحتى تتضح الخلفيات الحقيقية لقرار بدأ وكأنه شبه إقفال لأحد البيوت السياسية اللبنانية، أجمع العديد من المراقبين والمتابعين على أن ستكون هناك مجموعة كبيرة من المتضررين (البعض يصر على تسميتهم بالمستفيدين) من هكذا خطوة على مساحة الجغرافيا اللبنانية، ممن إنطلقوا من تحت جناح الرئيس الشهيد رفيق الحريري قبل ثلاثة عقود من الزمن، ووجدوا انفسهم بالأمس بدون غطاء، أو الذين إلتقطوا إحدى عربات قطار الرجل، فإضطروا بعد فترة ان يقفزوا مرغمين، أو الذين وجدوا أنفسهم في العربة الأخيرة ولم يتسن لهم التقدم إلى العربات الأخرى.
فكيف توزعت خريطة أولئك المتضررين في محافظة لبنان الشمالي التي تشكل ثلث مساحة الوطن؟
في محافظة عكار هناك ثلاثة متضررين أساسيين، هم: حزب القوات اللبنانية الذي إستطاع إيصال أحد نوابه من طائفة الروم الأرثوذكس “وهبه قاطيشا” بفضل أصوات تيار المستقبل في انتخابات العام 2018، ثم النائب الحالي محمد سليمان الذي لقي رضى الشيخ سعد، وكذلك زميله الماروني هادي حبيش المتشبث بموقعه منذ العام 2005.
في الضنية ستكون هناك اشكاليات كبيرة أمام النائب الحالي سامي أحمد فتفت، والنائب السابق قاسم عبد العزيز، أما في المنية فالحالة تنسحب على النائب الحالي عثمان علم الدين.
في عاصمة الشمال طرابلس، أبرز المتضررين النائب سمير الجسر والنائب السابق مصطفى علوش، وبعض الطامحين من الصفين الثاني والثالث الذين كانوا يعلقون الآمال على الدعم المستقبلي.
في قضاء زغرتا: الأصوات السنية للمستقبل لم تتقدم كثيراً على ما يحوزه كل من تيار المرده ورئيسه النائب والوزير السابق سليمان فرنجيه، ورئيس حركة الإستقلال النائب المستقيل ميشال معوض، حيث أن كل منهما كان يستفيد من اصوات “التيار الأزرق” إذا ذهبت بإتجاهه فترفع من حجم سلته الإنتخابية، ووفق السياسة العامة التي كان ينتهجها آل الحريري والداً ووريثاً.
في الكورة الخضراء يتقدم المتضررين نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري الذي رافق الرئيس الشهيد منذ وضع حجر أساسه في لبنان في مطلع التسعينات، وبخاصة أنه كان صديقه من خارج الأراضي اللبنانية، ومن ثم إنكفأ في الإنتخابات الأخيرة بعد لوم وعتاب مع الشيخ سعد، وعندما فكّر مؤخراً بالعودة، وجد أن الأمور ذاهبة بإتجاه آخر. اما المتضرر الثاني فهو من يفكر بوراثة النائب الراحل نقولا غصن الذي ساندته الحريرية في البقاء نائباً من العام 1996 وحتى العام 2018.
القضاء الوحيد الذي كان بعيداً عن تأثير الصوت السني فيه هو قضاء بشري الذي تكاد تكون فيه تلك الأصوات معدودة.
أما البترون وهو القضاء الأخير في الشمال وبوابته من جهة جبل لبنان، فأحد المتضررين هو حزب القوات اللبنانية ومرشحيه الذين كانوا يتكئون إلى الأصوات السنية المستقبلية، ومثله النائب السابق بطرس حرب ومن سيرثه. وكذلك كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في أول انتخابات على القانون التفضيلي وتحالفه مع الرئيس الحريري وحاكا سوية الإتفاق على دعم وصول ميشال عون إلى قصر بعبدا.
هذا في الشمال، أما بقية المناطق ذات التأثير السني ليست افضل حالاً مما سبق، إبتداء من بيروت مروراً بالبقاعين الأوسط والغربي وبعض مناطق الجبل الدرزي، وصولاً إلى صيدا وأحد نوابها السابقين رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي عادة ما ينجح بوضع “إذن الجرة” حيث تناسبه.
مرسال الترس