هل بدأت دولرة الأقساط المدرسية؟
كأنه مكتوب على المواطن اللبناني المعاناة دائما، رغم المصاعب والضغوطات التي يعانيها يوميا والارتفاع الهستري لسعر صرف الدولار، تلقى أهالي طلاب مدرسة الحريري الثالثة تعميما يقضي بزيادة مبلغ 210$ على القسط الرئيسي لمساندة الثانوية وحفاظا على جودة التعليم وتأمين حقوق الجسم التعليمي والاداري عبر تغذية صندوق دعم بالدولار الاميركي.
تلقى الأهالي هذا القرار من خلال التطبيق المخصص للمدرسة، ما لاقى غضبًا كبيرًا منهم إذ لم يتم الرجوع للجنة الأهل واستشارتهم خاصة أنّ هذا القرار اتخذ بنصف السنة الدراسة، ولم يكن الأهالي على علمٍ به قبل تسجيل أولادهم في السنة الدراسية، مما يعني فقدانهم القدرة على اختيار ما يتناسب مع اوضاعهم المادية باختيار مدرسة أخرى.
بدورها قامت لجنة الأهل بتوجيه بيان استنكار لإدارة الثانوية قائلة “نظرا للظروف نفسها التي ذكرتموها في التعميم من تردٍّ للأوضاع الاقتصادية التي نعاني منها جميعا على نحوٍ غير مسبوق، وكوننا شركاء كما ذكرتم، فإننا نبدي بالغ القلق والاستهجان من طلبكم تغذية صندوق بالدولار الأمريكي لدعم الجسم التعليمي والإداري، خاصة اننا كأولياء للأمور لم يتم تعديل رواتبنا لتتناسب مع التضخم الاقتصادي الحاصل والتردّي المخيف لقيمة رواتبنا بالليرة اللبنانية مقابل الدولار”.
“قرار غير قانوني طبعا لن أدفع”
مها وهي أم لطفلين في المدرسة ترى أنّ “هذا القرار يعتبر غير قانوني”، قائلة في اتصال مع “أحوال “طبعا لن ألتزم به خاصة أن المدرسة هذه السنة لا تشبه السنوات التي قبلها، ناهيكم عن الزيادة التي تم إضافتها منذ بداية السنة حوالي المليون ونصف مما زاد الأعباء المالية علينا نظرًا أنّ رواتبنا ما زالت بالليرة اللبنانية”.
“نتمنى تأمين مستقبل جيد لأطفالنا وهذا حق بتنا محرومين منه”
كيف يمكنني دفع هذا المبلغ وهو يساوي حوالي السبعة مليون ليرة، يتحدّث نور بغصة ويقول “أنا اليوم أحاول تسديد القسط بصعوبة خاصة أنني أعمل عملًا حرًا، لا أملك مردود ثابت كل شهر، والآن اصبح الحمل أصعب لا يمكنني تأمين أي مبلغ بالدولار وزوجتي لا يتعدى أجرها المليون ونصف… هذا القرار غير عادل”.
ويضيف كل ما نتمناه هو تأمين مستوى تعليمي جيّد لأطفالنا، يكفي أنّنا نعيش في بلد منهار أمنيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، نحاول تربيتهم بشكل جيد ليتمكنوا من بناء مستقبل ناجح لهم، لكن من الواضح أن هذا الحق بتنا محرومين منه”.
الطلبات المدرسية هذه السنة لم تتوقف
دعاء تتحدث بغضب وتقول ” منذ بداية السنة ونحن نواجه طلبات المدرسة بداية مع طباعة الكتيبات وإلغاء بند القرطاسية من جدول الأقساط ممّا كبّدنا دفعات لم تكن بالحسبان، هذا غير الكتب المدرسية التي لم يقبلوا بالطبعات القديمة وعلينا شراء الطبعة الجديدة وأرخص كتاب لا يقل عن الـ 400 ألف ليرة، والآن الضربة القاضية كانت بزيادة مبلغ مالي بالدولار كيف يمكننا تأمين كل هذا ؟؟ .
أهالي الطلاب في الشارع
اعتراضا على هذا القرار نفّذ الأهالي ظهر اليوم وقفة إحتجاجية عند باب المدرسة متوجهين للإدارة بالعودة عن هذا القرار المجحف في حقهم خاصة أنّ بعض الأهالي قد يكونون قبل الأزمة يتقاضون رواتبهم بالدولار الأميركي، ولكنهم يتقاضون رواتبهم منذ بداية الأزمة بالليرة اللبنانية وبقيمة متدنية جدًا عن قيمة الدولار في السوق السوداء. وأعلن الأهل رفضهم التام لهذا الطلب بكلّ مسمياته ودواعيه، وأعلنوا تكافلهم جميعًا مع بعضهم البعض.
من جهتها ردّت إدارة المدرسة على الأهالي أن هذا القرار غير رسمي بعد ولم يبت فيه وسيعاد النظر به.
فهل جاء هذا الطرح من منطلق “دسّ النبض” لتبني على الشيء مقتضاه؟
نوال غندور