صحة

إنفلونزا الطيور مسرحيّة إسرائيليّة أم حقيقة مبالغ فيها؟

إعلان العدو الإسرائيلي عن إعدام آلاف الطيور من دجاج وديك رومي بسبب ظهور إنفلوزا الطيور بعد إجراء الفحوصات اللازمة في المزارع، وتراجع مساحة انتشار الفايروس في أقل من خمسة أيّام يطرح العديد من التساؤلات حول جديّة المزاعم الإسرائيلية، وهل فعلًا هناك إصابات مسجّلة؟ أما أن الهدف من إشاعة هذه الأخبار يتعدى الأراضي المحتلّة؟
لبنان البلد المتاخم للأراضي المحتلّة تلقّف الأخبار من الكيان الإسرائيلي، فسارع إلى إجراء عشرات الفحوصات للتأكد من سلامة الوضع لديه، إلّا أنه لم يسجّل أي حالة تذكر، فيما لجأت بعض وسائل الإعلام إلى التطبيل في القضية ما خلق شوشرة لدى الرأي العام.

يؤكّد وزير الزراعة عبّاس الحاج حسن في حديث خاص لـ”أحوال” أنّه مجرّد أن سمعنا بأخبار الإنفلونزا التي أشاعها العدو الإسرائيلي، تحركت فرق من المختصّين في قطاع الدواجن من الوزارة، وأجرت فحوصات عشوائية لبعض المزارع في البلدات المتاخمة لفلسطين المحتلّة، من بعدها أجرت اتحادات البلديات والبلديات من الناقورة حتى الشقيف كشفًا على المزراع ولم تظهر أي إصابة، ويلفت الحاج حسن إلى أن العدو قد يلجأ إلى هذا الأمر لغاية في نفس يعقوب، وقد لا يكون لديهم إنفلونزا الطيور، لكن مجرّد أن يعلن العدو عن أي خبرٍ، علينا إذن أن نحسب ألف حساب، فقد يهدف جرّاء ذلك إلى زعزعة وضرب قطاع الدواجن لدينا.
موضوع إنفلونزا الطيور حول العالم مقيّد بالكثير من الإجراءات المتشددة للحد من انتشاره، فهناك تشدّد كبير ونعمل بمعايير عالية مع الاتحاد الاوروبي، حيث أننا نستورد ضمن أوقات محدّدة من السنة دجاجًا مثلّجًا، لأن الكميات الموجودة في السوق لا تكفينا، ونجري الفحوصات ضمن معايير عالمية وأي شحنة تظهر فيها نسبة واحد بالمليار ترسبات معيّنة أو بعض الزنك ترد فورًا، وفق ما يشير الحاج حسن.
ويدعو الحاج حسن الإعلام اللبناني إلى عدم إشاعة أي خبر أمام الرأي العام، قبل التأكّد من المصدر الرئيسي وسؤال الأشخاص المعنيين، لكي يكون الإعلام هادفًا ولا ينجرّ خلف الإشاعات، لأننا في حالة حرب حقيقية واقتصادنا مترهّل والبلد منهار، فلماذا يجأ البعض إلى تضخيم بعض الأخبار أو اختلاق أخبار غير صحيحة، والكل في وضع لا يحسد عليه؟
وحول قطاع الدواجن وارتفاع الأسعار يلفت الحاج حسن إلى أن الأسعار مرتفعة بسبب الأعلاف المستوردة بالدولار الأميركي، وفي ظل الانهيار الاقتصادي ارتفعت الأسعار ارتفاعًا مبالغ فيه، ويؤكّد أنّ الوزارة تسعى إلى إيجاد آلية معينة لتخفيف كلفة الإنتاج لتخفيض الأسعار على المواطنين.

كل المؤشّرات والفحوصات تشير إلى خلو لبنان من إنفلونزا الطيور، على أمل أن تبقى الأمور كذلك، إذ لا ينقص اللبنانيين مصائب جديدة تضاف إلى مصائبهم، فاللبناني ما تهزّوا واقف عشوار ويلي فيه كافيه.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى