منوعات

Cuties يرمي نتفليكس بتهمة “البيدوفيليا”… ودعوات لمقاطعة المنصّة

شهدت منصة “تويتر” حملة عالمية تطالب بإلغاء الاشتراك في شبكة “نتفليكس” بعد عرضها لفيلم يصوّر الأطفال بمشاهد جنسية ورقصات إباحية! فيلمCuties  أو “اللّطيفات” الفرنسي لم يكن لطيفاً بالنسبة للجمهور الذي دعا إلى إلغاء الاشتراكات بأكبر منصة لعرض الأفلام في العالم ما ألحق بها خسائر كبيرة.

الحملة التي انطلقت من الولايات المتحدة الأميركية وانضم إليها مغردّون من أنحاء العالم وأيضاً من العرب، دعت تحت وسوم #BoycottNetflix #CutiesNetflix #CancelNetflix لمقاطعة الشبكة بعد ترويجها لفيلم أبطاله فتيات في الـ 11 من العمر يعرض لقطات إباحية واتهمت بالترويج للــ “بيدوفيليا”. وانتقد المغردون العرب نزعة الفيلم إلى تصوير الأسر المسلمة الملتزمة وكأنها تخنق الفتيات وأن فيه تشويهاً للتقاليد والعادات الأسرية.

الفيلم الذي بدأ عرضه في 9 أيلول، والذي أرادته المخرجة الفرنسية السينغالية الأصل رسالة للفتيات اللّواتي يتمردن على أصولهن الثقافية ويسعين إلى التحرر من القيود الاجتماعية التي تكبّلهن، كما تقول في فيديو ناشره “نادي أفلام نتفليكس” على “يوتيوب”، جلب نقمة كبيرة للشبكة العملاقة التي هبطت أسهمها 19 نقطة، وذلك بعد إلغاء عدد كبير من المشتركين عضويتهم فيها. واتهمت بالتشجيع على استغلال الأطفال من خلال فتيات صغيرات يتمرّدن على القيود العائلية ليقعن في فخ الاستغلال الجنسي. وتكبدت الشركة خسائراً بلغت 9 مليار دولار في يوم واحد فقط بعد هبوط حاد في سوق الأسهم. ووقع أكثر من 600 “ألف شخص على عريضة “إلغاء نتفليكس” تمهيداً لرفع العريضة إلى وزارة العدل الأميركية، ومحاكمة الشركة.

وكانت قد اندلعت انتقادات في آب الماضي بسبب ملصق ترويجي لفيلم “Cuties” يصور أعضاء فريق التمثيل الشابات الصغيرات في أوضاع استفزازية وأزياء كاشفة. في ذلك الوقت اعتذرت “نتفليكس” عن الصورة. وقال أحد ممثليها في بيان لـ Variety “نحن آسفون بشدة للعمل الفنّي غير اللّائق الذي استخدمناه في” Mignonnes “/” Cuties “. “لم يكن الأمر جيّدًا، ولم يكن ممثلاً للفيلم الفرنسي الذي عُرض لأوّل مرّة في مهرجان “صندانس”. لقد قمنا الآن بتحديث الصور والملخص التوصيفي”.

وكان فيلم المخرجة الفرنسية مأمونة دوكوري، عُرِضَ للمرة الأولى في مهرجان “صندانس” السينمائي 2019، وفاز حينها بجائزة الإخراج السينمائي العالمية. الفيلم مأخوذ عن فيلم قصير لدوكوري بعنوان “مامان” حول طفلة تبلغ من العمر 8 سنوات انفجر غضبها عندما دعا والدها، متعدّد الزوجات، عروسه الجديدة إلى شقتهم الباريسية، والتي فازت بجائزة لجنة تحكيم الفيلم القصير الدولي في صندانس في عام 2016.

وفقًا لوصف Sundance يصور الفيلم “بشكل رشيق طاقة الشباب ونقاط الضعف لدى المراهقين بينما يستكشفون شغفهم يتخبطون في تحديد هويّتهم الجنسانية. فتحية يوسف تأسر دور إيمي، وهي تتحول كالحرباء بين الهويات المختلفة لشخصيتها وهي تتلاعب وتقود بمهارة فريق الممثلين الشباب النابضين بالحيوية في الفيلم”.

 

البراءة المفقودة

ماري مارغريت أولوهان، مراسلة The Daily Caller غرّدت ناشرةً مقطع فيديو للفتيات في الفيلم وهم يرقصون بشكل موحٍ، وعلقت “نتفليكس مرتاحة لهذا؟!. الكثير من الناس سيدافعون عنها. هذا هو المكان الذي توجد فيه ثقافتنا”. وأضافت “أتفهم أن هذا الفيديو مزعج ويصوّر فتيات صغيرات في صورة مروعة. لقد قمت بتغريده لمن سيقول إن “كيوتيز” بريء”.

وفقًا لمجلس “تلفزيون الأهل” الأميركي، تمَّ تدريب الممثلات الشابات على روتين رقص جنسي للغاية، وتم إعطائهن جملاً ذات “لغة بذيئة للغاية” ويرتدنَ ملابس كاشفة. وقالت في بيانها “أن الفيلم يميل إلى تأييد جنس الأطفال”. بالإضافة إلى ذلك، في أحد المشاهد، تظهر إيمي وهي تنزل ملابسها الداخلية لتصوير أعضائها التناسلية لنشرها على الإنترنت، بعد أن حاولت إغواء رجل (من أفراد العائلة) للتهرّب من مشكلة سرقة هاتفه الخلوي.

“من خلال إزالة الملصق المسيء واستبداله بآخر أكثر حميدة، ربما تكون الشبكة قد جعلت الموقف في الواقع أسوأ من خلال الإشارة إلى أن Cuties ليس أكثر من فيلم لطيف قادم”، هذا ما قالته ميليسا هينسون، مديرة البرامج في المجلس. وأضافت في بيانها: “على الرغم من أنّ الفيلم يتناول موضوعاً مهماً، وهو موضوع قد نشيد به في ظل ظروف مختلفة، إلّا أن الطريقة التي يتناولها الفيلم هي مشكلة. كان من الممكن أن يكون هذا الفيلم توبيخاً قوياً للثقافة الشعبية التي تجعل الأطفال هدفاً جنسياً وتحرمهم من براءتهم”.

في ملخص فيلم “Cuties” على Netflix حالياً، “تبدأ إيمي البالغة من العمر أحد عشر عاماً في التمرد ضد تقاليد عائلتها المحافظة عندما تنبهر بطاقم رقص حر”. في السابق، كان الوصف يقول “إيمي، 11 سنة، تصبح مفتونة بطاقم رقص twerking. على أمل الانضمام إليهم، بدأت في استكشاف أنوثتها، متحدية تقاليد عائلتها”.

 

الجمهوريون في المواجهة

فيلم الفتيات اللّطيفات، الذي يقول النقاد إنه يصور الفتيات الصغيرات بشكل جنسي غير لائق، تحول إلى نقمة عارمة استغلها الجمهوريون في الولايات المتحدة للتصويب على الشركة التي عيّنت الديموقراطية سوزان رايس، مساعدة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، عضواً في مجلس إدارتها. وهكذا انضم دونالد ترامب جونيور إلى لائحة المنتقدين للشبكة قائلاً في تغريدة “يجب وقف هذه القذارات، هؤلاء والديموقراطيون يريدون جعل البيدوفيليا أمراً طبيعياً”.

وانضمت إليه المرشحة الرئاسية السابقة وعضو الكونغرس تولسي غابارد، التي اعتبرت الفيلم “دعوة صريحة للتجارة بالأطفال”، و”يفتح الشهية على استغلالهم جنسياً”.

وحث السناتور الجمهوري جوش هاولي المدير التنفيذي لشركة نتفليكس ريد هاستينغز على إزالة الفيلم الجديد المثير للجدل عن المنصة. وقدم هاولي طلبه في رسالة إلى رئيس عملاق البث بعد دعوة الشركة بشكل غير رسمي لمناقشة فيلم 2020 الجديد، الذي يصور أطفالًا يرقصون بشكل استفزازي في ملابس هزيلة، أمام الكونغرس في تغريدة على “تويتر”. وكتب هولي أن بث الفيلم “يثير أسئلة رئيسية حول سلامة الأطفال واستغلالهم، بما في ذلك إمكانية تقليد السلوك واستغلال الممثلين الأطفال”.

حصلت نتفليكس على الحقوق العالمية (باستثناء فرنسا) لـ “Cuties” قبل العرض الأول في Sundance. الفيلم من إنتاج شركة Bien ou Bien Productions بالاشتراك مع France 3 Cinéma.

رانيا برو

رانيا برو

صحافية وكاتبة لبنانية. عملت في مؤسسات اعلامية لبنانية وعربية مكتوبة ومرئية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى