مجتمع

الميلاد هذا العام للعائلات الميسورة

جرت العادة في عيد الميلاد المجيد أن يجتمع جميع أفراد العائلة على طاولة العشاء، التي تضم أنواعًا متنوعة من الطعام والمشروبات الخاصة في هذه الليلة. لكن هذه السنة ومع الأزمة الاقتصادية الخانقة، أجبر عدد كبير من العائلات على الاستغناء عن أصناف كثيرة كانت تعد خصيصا لهذه المناسبة.

فبعد أن تخطى سعر صرف الدولار الـ 27000 ليرة، باتت أسعار المواد الغذائية خيالية خاصة اللحوم والأجبان التي تعد من أساسيات المائدة والتي حرم منها عدد كبير من اللّبنانيين لأنّها أصبحت تكلف أكثر من ضعفي راتب موظف.

عشاء الميلاد مقابل بيع عفش المنزل

تخبر جويس “أحوال” عن تحضيرات عشاء ليلة الميلاد بغصة: “لقد أختلفت الأمور كثيرًا عن السنوات الماضية فقد اضطررت  للاستغناء عن أصناف كثيرة مثل الطبق الذي يضم جميع أنواع الأجبان مع الكفيار وسمك السلمون، لأنّني إذا فكرت فقط بتحضيره عليّ بيع عفش المنزل، لذلك اكتفيت بالمعجنات، سلطة وناغتس للأطفال، رغم ذلك التكلفة تساوي أضعاف عن السابق”.

جمعة العائلة هي الأهم

سوزي تقول “في السنة الماضية أقمنا مائدة تضم كل الأصناف مع صينية أجبان، ولم يكلّفنا الأمر أكثر من 150 ألف، أمّا اليوم ومن نفس المتجر أصبحت المائدة نفسها بمليون ليرة”.

“كثيرة هي أصناف المأكولات التي لم نتمكن من شرائها، كالكستناء، والبطاطا حلوة، نستبدلهم هذا العام بالقليل من البزورات مع القليل من المعجنات والأجبان، سنكتفي بجمعة العائلة، وهذا الأهم”، تضيف سوزي.

ليلة ميلاد بعيدا عن ألأحبة

أما جيلبرت تتحدّث عن افتقار ليلة العيد لجمعة العائلة “في كل سنة كنا نجتمح حوالي الأربعين شخصًا، كانت تكلفنا المائدة مليون ليرة تقسّم على أربعة عائلات، أمّا اليوم ومع هذا الغلاء الفاحش فقد استغنينا عن جمعة الأحبة، سأسهر مع زوجي وأولادي الصغار. ورغم ذلك دفعت حوالي المليونين ليرة على طبق من السلطة والقليل من المعجنات وكيلو كفتة وجميعهم  سأحضرهم في المنزل”.

ثلاثة ملايين عشاء لخمسة أشخاص

اذا حاولنا مقارنة أسعار بعد أصناف الطعام بين السابق واليوم ستكون تقريبا على الشكل التالي:

الصنف سابقا اليوم
فتوش 20000 300000
تونا باستا سالاد 35000 350000
كيلو حمص متبل 10000 50000
دزينة بيتزا 7000 45000
منسف رز على لحمة 150000 800000
منسف رز على دجاج 80000 500000
صينية أجبان 150000 1500000
كستناء 15000 185000

 

 

وعن هذا الفارق الكبير بالأسعار وبتكلفة السفرة الميلادية تتحدث سامية وهي صاحبة مطبخ تعد المأكولات والحلويات الجاهزة على الطلب: ” لقد اختلفت الأوضاع كثيرًا عن السابق، كنا نبدأ بالتحضيرات لموسم عيد الميلاد قبل شهرين نظرًا لكثرة الطلبات والحجوزات ولكي نتمكن من تلبية الجميع، أمّا اليوم لم نتمكن من شراء أي من المواد الغذائية وتخزينها، أولا خوفًا من تضرّرها بسبب انقطاع الكهرباء، ثانيًا الطلبات تراجعت كثيرًا عن السنة الماضية والسنوات السابقة، وثالثًا والأهم الأرتفاع كبير بالأسعار”.

وتشير إلى أنّ “الإقبال هذه السنة ضعيف جدًا، أغلب الزبائن تسأل عن العروضات المقدّمة والأسعار، وأكثر من نصفهم لا يعاود الاتصال، سابقًا كانت السفرة لعشرة أشخاص تكلّف حوالي الـ 800 ألف ليرة وكانت غنية ومتعدّدة، أمّا اليوم سفرة لخمسة أشخاص تكلف حوالي ال 3 مليون ليرة تضم 5 أصناف دون الحلويات”.

عشاء يجمع عائلة في ليلة واحدة في السنة سيكون مقابل راتب موظف على مدى أربعة أشهر، وكأنه كُتب على اللّبناني أن يحرم من عيش الفرح والعيد حتى بأبسط الأمور بجمعة عائلته حول مائدة تضم المحبة والسكينة والآمان، وهي أبسط ماقد يقدمه الأب لعائلته.

نوال الغندور

صحافية لبنانية. تحمل شهادة الإجازة في الإعلام من الجامعة العربية في بيروت. عملت في العديد من الصحف والقنوات التلفزيونية والمواقع الاخبارية اللبنانية والعربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى