“كورونا” يقفل مدارس في الجنوب.. والتعليم عن بعد غير ممكن؟
بسرعة كبيرة، تزداد حالات انتشار فيروس “كورونا” في المدارس والثانويات الرسمية في محافظة النبطية، ما أدى إلى حالة من الإرباك بين الأهالي وبين الجسم التعليمي، استدعت تغيب مئات الطلاّب والمعلمين وإقفال عدد من المدارس، كان آخرها إقفال ثانوية تبنين الرسمية التي تُعد أكبر ثانوية في قضائَي بنت جبيل ومرجعيون من ناحية عدد الطلاّب المسجلين فيها، بعد أن تم الإعلان عن إصابة مديرها الذي ثبت أنه خالط عدد من المعلمين وأعضاء الهيئة الإدارية، إضافة إلى بروز عوارض مرضية لأكثر من 90 طالبًا وطالبة في الثانوية، “ما يعكس انتشار المرض في المنطقة بشكل يستدعي اتخاذ اجراءات وقائية سريعة”، بحسب أحد المعلمين في الثانوية.
إلى ذلك، تم إقفال مدرسة الراهبات المتوسطة في البلدة التي تضم مئات الطلاب والمعلّمين للسبب عينه، وفي الأسبوع الماضي أعلن عن إقفال عدد من مدارس محافظة النبطية، من بينها ثانوية محمد فلحة في ميس الجبل، ومدرسة راهبات عين إبل، وعدد من صفوف مدرسة راهبات النبطية. وبحسب أحد المعلمين، فإن “ما يحصل الآن لم يحصل في عزّ انتشار المرض في السنتَين الماضيتَين، بسبب الإهمال وعدم متابعة الجهات المعنية من بينها البلديات ووزارة الصحة”، لافتاً الى أن “وزارة التربية اتخذت قرارات متناقضة ساهمت في انتشار المرض”.
من جهته، يعتبر المدرّس أحمد بزي أن “قرارات وزارة التربية الخاصة بالوقاية من مرض كورونا تتناقض مع الواقع، فهي تطلب من المدارس تحقيق التباعد بين الطلاّب، وترفض تشعيب الصفوف المكتظّة، ولا ترسل أي مواد للتعقيم”، لافتاً الى أن “الأهالي غير قادرين على إجراء فحوصات كورونا بسبب بعد المسافة عن مراكز اللقاح، وعدم القدرة المالية على دفع كلفة اللقاح والنقل، لذلك يزداد عدد المصابين بشكل كبير”.
أما في قضاء بنت جبيل، فوصل العدد الاجمالي للمصابين بفيروس كورونا، بحسب احصاءات اتحادي بلديات بنت جبيل والقلعة، الى 10578 إصابة وهو العدد الأكبر منذ بدء الجائحة، من بينه 117 إصابة ليوم الأحد الماضي، ما يعني بحسب الطبيب أحمد بزي أن “انتشار المرض سيزداد بشكل مخيف في الأيام المقبلة، اذا لم يتم اتخاذ قرارات صارمة من بينها إقفال المدارس والمطاعم وغيرها”.
ويبيّن الطبيب بزي أن “الرقابة الصحية شبه معدومة في المدارس، ولم تعمل أي جهة على توزيع أدوات التعقيم، والوزارة ترفض تعطيل الصفوف التي تبيّن فيها وجود مصابين بفيروس كورونا، وتفرض تعطيل المخالطين المباشرين فقط”، الأمر الذي أدّى، بحسب المدرّس أحمد عليان، “الى حالة إرباك بين المعلمين والطلاّب، ما رفع حالات الغياب غير المبرّر لهؤلاء”.
من هنا، يتوقع المعلمون توقف العام الدراسي “لكن العودة الى التعليم عن بعد أصبحت غير ممكنة هذا العام، بسبب تراجع خدمة الانترنت والانقطاع المستمرّ للكهرباء”. فيقول المدرّس جهاد سرحان إن “عدم الجدية في معالجة المشكلات التربوية سوف يقضي على التعليم الرسمي، لأن جيلاً كاملاً من الطلاّب تم ترفيعه دون تعليم ودون أية متابعة جدية، فقد أصبح الطلاّب اليوم معتادون على عدم الجدية في الدرس لأنهم ينتظرون الحصول على شهادة النجاح آخر العام كما حصل في العامَين السابقَين، وهذا ساهم في نهظة التعليم الخاص على حساب التعليم الرسمي”.
داني الأمين