أزمة “المستقبل” مع نوّابه في عكّار تتّسع.. المرعبي بعد سليمان
أحدث نائب تيّار المستقبل، مصطفى علّوش، أزمة مبكّرة في صفوف التيّار الأزرق في عكّار، ينتظر أن تكون لها إرتدادات واسعة، عندما أعلن في تصريح له بأنّ النّائب طارق المرعبي “قد حُسم أمر عدم ترشّحه على لائحة تيّار المستقبل في عكّار”، بعدما أوضح أنّ هناك “توجّهاً لطرح أسماء جديدة للترشّح في طرابلس”، لكنّه أشار إلى أنّ “هناك بعض المرشّحين الثابتين”.
كلام علّوش أحدث خضّة واسعة في عكّار، خصوصاً في صفوف مناصري المرعبي وعائلته التي تُعدّ الأكبر في المنطقة، وصاحبة النفوذ الواسع منذ أيّام الإقطاع خلال حكم الأتراك لها مروراً بعهد الإنتداب الفرنسي والإستقلال وصولاً إلى اليوم، ما طرح عدّة أسئلة حول صحّة وجدّية ما قاله علوش، هل هو موقف من قيادة التيّار وتحديداً الرئيس سعد الحريري، أم أنّه إجتهاد شخصي منه، أم تسريب للموقف قبل اتخاذه في محاولة من قبل القيادة الزرقاء لجسّ النبض ومعرفة ردرود الفعل عليه، قبل أن تسير به أو أن تتراجع عنه؟
التداعيات الواسعة على كلام علّوش في أوساط المراعبة في عكّار، دفع هيئة شؤون الإعلام في تيّار المستقبل إلى إصدار بيان نفت فيه جملة وتفصيلاً ما “نسبته بعض المواقع الإلكترونية في الأيّام الماضية إلى مسؤولين في تيّار المستقبل من تصريحات عن الإنتخابات النّيابيّة المقبلة وحسم التيّار لمسألة الترشيحات”، من غير أن تشير إلى المرعبي ولا إلى غيره، ومؤكّدة بأنّ قيادة التيّار “لم تحسم أيّ أمر يتعلق بالترشيحات للإنتخابات النيابيّة”، ومعتبرة أنّ “كلّ ما يُنشر يأتي في سياق من المواقف الخاصة والإجتهاد الذي لا أساس له من الصحّة، لا من قريب ولا من بعيد”.
غير أنّ هذا النّفي لم يُثلج قلوب المرعبي وأنصاره، الذي رأت أوساط مقرّبة منه لـ”أحوال” أنّ “من قال هذا الكلام ـ أيّ علّوش ـ ليس شخصاً عادياً في تيّار المستقبل بل يحتلّ منصب نائب الرئيس فيه، وأنّ هذا الكلام إذا لم يكن قراراً محسوماً إتُخذ من قبل قيادة التيّار، ولم يعلن عنه رسمياً بعد، فإنّه على الأقل قيد التداول”.
وتساءلت أوساط المرعبي عن “مبرّرات هذا الكلام وما المقصود منه، وهل المستهدف هو النّائب المرعبي شخصياً، أم عائلته ككّل، وهل هناك نيّة لاستبدال النّائب الحالي في الإنتخابات المقبلة بمرشّح من العائلة نفسها، أم إستبعاد للعائلة ككّل، وهل يستطيع تيّار المستقبل شطب عائلة من المعادلة السياسيّة تُعتبر من كبرى عائلات عكّار ولبنان ولها تاريخها وحضورها السّياسي بمثل هذه السّهولة”.
واستغربت أوساط المرعبي “لما هو وحده المقصود بالتغيير من بقية نوّاب التيّار في عكّار، وهل بقية النوّاب كانوا أفضل أداء منه، وهل إذا قرر تيّار المستقبل إستبعاده من لائحته يظنّ أنّ ذلك سيمنعه من الإنضمام إلى لائحة أخرى منافسة للتيّار تحديداً”.
لكنّ اللافت أنّ أزمة تيّار المستقبل مع نوّابه في عكّار ليست الأولى، فمنذ فترة جرى إبلاغ نائب المحافظة الشّمالية عن منطقة وادي خالد، محمد سليمان، أنّه سيتم إستبعاده لمصلحة تبنّي ترشيح آخر مكانه من المنطقة هو النائب السّابق محمد يحيى، ما دفع سليمان إلى التلويح بأنّه لن يتوانى حينها عن الترشّح على لائحة منافسة لتيّار المستقبل في عكّار، الأمر الذي دفع القيادة الزرقاء إلى طيّ الموضوع مؤقّتاً.
ما حصل ويحصل من تباعد وإرباك وانعدام ثقة بين تيّار المستقبل ونوّابه في عكّار، ردّه مراقبون إلى “نيّة فعلية لدى القيادة الزرقاء بإحداث تغيير في نوّابه، إنْ في عكّار أو غيرها من المناطق”، بعدما كشف هؤلاء المراقبون لـ”أحوال” أنّ الحريري “قد أبلغ قبل فترة النّائب السّابق خالد ضاهر، إبن بلدة ببنين كبرى بلدات المنطقة، بأنّه سيرشحه على لائحته في الإنتخابات المقبلة، طالباً منه تحضير نفسه لهذه الغاية، وأنّ الضاهر بدأ تحضيراته جدّيّاً لهذه الغاية، سواء بتفعيل نشاطه، أو تزييت ماكينته الإنتخابية، أو تأمين تمويل حملته الإنتخابية المقبلة من مصادره الخاصّة”، وأضافوا أنّ تبني ترشيح الضاهر “سيكون بكلّ تأكيد على حساب أحد النوّاب الحاليين”.
عبد الكافي الصمد