من سيخلف “جان عبيد” عن المقعد الماروني في طرابلس؟
منذ وفاة النّائب عن المقعد الماروني في طرابلس، جان عبيد، في 8 شباط / فبراير الماضي عن عمر ناهز 82 عاماً بعد إصابته بفيروس كورونا، طُرحت تساؤلات عديدة حول الشّخصية التي يُحتمل أن تتبوأ هذا المقعد النيابي الذي استُحدث في انتخابات 1992، بعد زيادة عدد أعضاء مجلس النواب، وفق اتفاق الطائف، من 99 إلى 128 نائبًا.
أسماء عديدة طُرحت في هذا الإطار، منها سليمان عبيد نجل النّائب الرّاحل، وأن يحلّ مكان والده بدعم من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان الراحل عبيد ضمن لائحته في انتخابات عام 2018، للحفاظ توريثاً على مقعد الأقلية المارونية في طرابلس التي بلغ عدد ناخبيها وفق لوائح شطب الإنتخابات الأخيرة 5247 ناخباً، إقترع منهم 798، ما جعل نسبة الإقتراع بينهم الأدنى نسبة لبقية الطوائف في طرابلس، إذ بلغت 15.2 في المئة فقط.
لكن أيّ إشارة إلى هذا الإحتمال لم تصدر عن ميقاتي أو المقربين منه، ما ترك علامات إستفهام واسعة حول ما إذا كان رئيس “تيّار العزم” سيُبقي هذا المقعد النيابي في قصر آل عبيد الرابض فوق قمة جبل تربل المُطلّ على طرابلس، والواقع ضمن نطاق بلدة علما التابعة لقضاء زغرتا، مسقط رأس عبيد وعائلته.
هذا الغموض الذي اكتنف موقف ميقاتي، دفع كثيرين إلى التقدم والتعبير عن طموحهم بالفوز بهذا المقعد من بين مرشّحي التيّارات السّياسية المارونية تحديداً، من “التيّار الوطني الحرّ” إلى “تيّار المردة” و”حزب الكتائب” وصولاً إلى “القوات اللبنانية”، بالرغم من حساسيّة تواجد القوات سياسياً في طرابلس، فضلاً عن “تيّار العزم” الذي يريد أنْ يُبقي مقعد طرابلس الماروني ضمن حصّته النّيابيّة، إلى جانب “تيّار المستقبل” الذي يرى أنّ الحصول على هذا المقعد سيعوّضه خسارة متوقعة في المقاعد النّيابيّة السنّية التي تُرجح إستطلاعات الرأي أنّه سيفقد بعضها في عاصمة الشّمال.
مصادر سياسيّة مطلعة أوضحت لـ”أحوال” أنّ ميقاتي “فتح قنوات تواصل مع رجل الأعمال الماروني سليم الزعني للترشّح عن المقعد الماروني في طرابلس، وأنّ الزعني الذي تعود جذور عائلته إلى بلدة قنوير في قضاء بشري، قد عاش ونشأ في طرابلس، وتابع دراسته في مدرسة الطليان في المدينة، حيث نسج علاقات واسعة مع فاعليات واسعة فيها، شأنه شأن عبيد الذي كان الطرابلسيون يعدّونه من نسيجهم الإجتماعي، إضافة إلى أنّ الزعني تربطه صلة قرابة مع عبيد كونه إبن خالته”.
وينطلق “تيّار العزم” من نظرته أنّه الأحق من غيره بالمقعد الماروني في طرابلس، كون مرشّحه عبيد تقدم على بقية المرشّحين الموارنة، إذ حاز 1136 صوتاً تفضيلياً، متقدّماً على مرشّح “تيّار المستقبل” جورج بكاسيني الذي نال 903 أصوات تفضيلية، ومرشّح “التيّار الوطني الحرّ” طوني ماروني الذي حصل على 675 صوتاً تفضيلياً، علماً أنّ هذه الأصوات ليست مارونية صافية، فنتائج أقلام الإقتراع في المدينة أوضحت أنّ عبيد نال 821 صوتاً سنّياً (تعدّ الطّائفة السنّية الأكبر في المدينة بمجموع ناخبين ناهز 187 ألف ناخب، إقترع منهم في الإنتخابات الأخيرة أكثر من 77 ألف مقترع)، وبكاسيني على 782 صوتاً تفضيلياً سنّيا،ً وماروني على 135 صوتاً تفضيلياً سنياً، الأمر الذي يعني أنّ أصوات المقترعين السنّة ستكون حاسمة في هذا المجال، وهي التي سترجح كفّة هذا المرشح على غيره.
لكنّ التطلّع نحو المقعد الماروني في طرابلس لا يقتصر على هذه الشّخصيات والقوى السياسية فقط، إذ أشارت مصادر مطلعة لـ”أحوال” إلى أنّ “حزب الكتائب الذي حظي بهذا المقعد في دورة إنتخابات 2009 عندما فاز به النّائب سامر سعادة، نجل رئيس حزب الكتائب الراحل جورج سعادة الذي جاء به حزبه من بلدة شبطين البترونية لهذه الغاية، لا يخفي سعيه لاستعادته مجدّداً، إنّما هذه المرّة بمرشح ماروني من أبناء المدينة، وهو منسق الحزب في طرابلس مارك عاقوري الذي تتحدث بعض الأصوات عن نيّة حزب الكتائب، مبدئياً، ترشيحه”.
عبد الكافي الصمد